الثورة أون لاين- سلوى إسماعيل الديب:
بنفحات رومانسية مليئة بالحنين عبقت حروف ديوان الدكتور الشاعر عادل مرعي، حيث قدم كل من الدكتور نزيه بدور والناقد رفعت ديب قراءة نقدية تناولت المجموعة الشعرية “لم أكن أعلم” في مديرية ثقافة حمص المركز الثقافي العربي في حمص قاعة سامي الدروبي بحضور عدد من المهتمين..
فأشار رفعت ديب لقيام مرعي بأن لدى الشاعر مأساة في حياته هي فراقه لزوجته وهي ليست مأساته الحقيقية بل مأساته الحقيقية هي كيف كان يراها؟ وكيف ينظر إليها، ومفاجأته بأنها غير ذلك، وبأن الشاعر أهدى مجموعته لملاكه الرائع غسان، ورأى ديب بأن الألم العبقري هو مصدر إلهام الشاعر وقد نتج الديوان عبر تسلسلات، وإن الشاعر يمتلك مجموعة مفردات وبعض الوزن، ومرعي شاعر رومانسي بامتياز، أحب الطبيعة البكر لحد التقديس..
أما الدكتور الناقد نزيه بدور فقال: نحن اليوم أمام نتاج أدبي لطبيب جراح وأقل ما يقال عن الديوان إنه ديوان حنين فيه صدق العاطفة والشغف وأسلوب جميل، فهو كتجربة أولى مبشر جداً، فوقفت أما بعض الأبيات باحترام واستمتعت بها وقد تأرجح الشاعر بين الالتزام بالقافية وإكساب الشعر موسيقا معينة ليس بالضرورة الوزن، نحن هنا بعيداً عن الشكل، والمضمون فهو ديوان شعري ممتاز وممتع مبشر بدواوين أخرى..
وأضاف بدور: من الخطأ إسقاط العمل الأدبي على أحداث شخصية، فنرى الشاعر الطبيب الجراح يضحك حيناً ويرقص حيناً كالمراهقين، روحه تشبه طفل بريء، حيث استفاق الشاعر ذات صباح ليجد نفسه ابن الخمسين، وعلم أن الحب كبرياء، للكبرياء ثمن بل ربما أثمان، أقولها بالفم الملآن في الخمسين تنفتح بوابة الشباب يا صديقي، فهلم بنا نكتب الشعر في الحب والوجد والاشتياق.
ففي طقوس القصيدة لدى الشاعر يتحول الحرف إلى لؤلؤ منثور، وبالقصيدة تشاد بيوت وتبنى أوطان، والشاعر هنا ينقل هذه الحقيقة إلى لب القصيدة وحروفها ولغتها، في هذا الديوان تخدم الفكرة وتتماه معها ثنائيات العاشق: اللغة والأنثى ، الكبرياء والندم، الغياب والحنين ، الوطن والاغتراب..
ما القصيدة والديوان إلا رسالة حب إلى من يهمه الأمر، من قلب يضج بالحياة.. ورأى بدور أن الشاعر: الأنثى العاشقة التي عادت بعد عشرين عاماً لتخاطب حبّها الأول بلغة (نزارية) جميلة..
ويسترسل الشاعر في انزياحاته الشعرية فيجعل القلب شاهداً متحدثاً، وكذلك العصفور والياسمينة والمطر وأزهار الليمون.
ويضيف بدور: في التنقيب عن مواطن الجمال في شعر الدكتور عادل لا نحتاج الى عالم في الآثار، ولا الى جمعية العاديات، فالجمال يطفو على سطح القصيدة، ودهشة الشعر وصدق العاطفة تتجلى وتنبثق كشعاع الفجر..
وختم بدور: ديوان الشعر الموسوم بعنوان ” لم أكن أعلم” هو الإصدار الأول للشاعر وقد صدر قبل عام، ومن يقرأ الديوان يلاحظ التطور المتسارع في أسلوب الشاعر من حيث امتلاكُه أدوات الشعر، دون التقليل بأي قصيدة فكل واحدة لها جمالها، وقد جرت العادة من الشعراء أن يخبئوا ديوانهم الأول أو يتلفوه لأن الشاعر الموهوب سيتألق نجمه مع الممارسة اليومية للشعر، وستنصقل موهبته بالاطلاع والاستماع إلى تجارب زملائه كما أنه سيختبر مشاعر جديدة في الحب الحياة..
وقام في نهاية الجلسة الدكتور الشاعر مرعي بشكر الموجودين وقراءة بعض قصائد الديوان منها: لا تغاري حبيبتي، وجدت نفسي في الخمسين..
وأشار إلى أن الديوان يتضمن 21 قصيدة، بالإضافة إلى الافتتاحية، ولم أكن أعلم هي إحدى قصائد الديوان، قامت صفاء الأتاسي بالمساهمة بتدقيق الديوان لغوياً، وصورة الغلاف للمصور منيف سعد من مجموعته وهي صورة لغروب الشمس من ضفاف بحيرة قطينة

السابق