الثورة اون لاين- ديب علي حسن:
يبدو أننا كإعلاميين في مجال الصحافة الورقية قد وضعنا سيوف الحبر وركناها إلى جهة ما فيما يخص الحديث عن قضايا المهنة.. ركناها ليس ضعفاً إنما انتظاراً لما هو قادم ولكن على ما يبدو أن القادم في جعبة غودو مع كل ما نسمعه من همس خجول..
بكل الأحوال.. كانت الحجة التي قصمت ليس ظهر البعير كما يقال إنما عمر التجربة الصحفية الورقية.. كانت أن الصحف الثلاث: الثورة.. تشرين.. البعث متشابهة حتى آذا ما أخذت تشرين فهي تغنيك عن الثورة والبعث والعكس الصحيح..
ذات يوم من سبع سنوات كان ثمة محاولة أيضا لإيقاف الصحيفتين.. والحجة هي ذاتها.. يتصل بي من يأخذ رأياً إعلامياً ويقول أنهما متشابهان… قلت له: حتى الآن لم أتصفح جريدة تشرين.. ولكن لنضع الصحيفتين على الطاولة ولنبدأ رحلة المقارنة وأنا أقبل التحدي..
مع أن ثمة حدثاً كبيراً كان قد حصل، لكن العناوين التي تم اختيارها كانت مختلفة تماماً لكنها من وحي ما حدث..
قلت لمسؤول حينها: إذا وقع عمل تخريبي في الميدان مثلاً… هل على جريدة الثورة أن تقول أنه وقع في المزة وتشرين تذكر الميدان… والبعث تقول وقع على المتحلق الجنوبي؟
هذا الصباح تعالوا نتصفح الإعلام الإلكتروني الذي نتابعه وتغني له الجهات المسؤولة… ولتكن الوسائل التالية… صحيفة الثورة .وكالة سانا – تشرين – الإخبارية السورية – السورية – قناة رئاسة الوزراء – قناة وزارة الإعلام… الخ ما هو موجود على الشبكة من مشتقات المواقع والقنوات.. ماذا ستجدون من أخبار تم نشرها… قارنوا جيداً الخبر بكل هذه المواقع… حاولوا أن تجدوا فرقاً واحداً حتى بضبط الحروف وعلامات الترقيم..
حتى إذا ما كان هناك خطأ ما فسوف تجده بكل هذه المواقع التي لم تكلف نفسها فيما بعد عناء المراجعة أو تحليل الخبر..
لن نقول أن هذا ليس دون فائدة أبداً بل سأقول له فوائد كثيرة.. إنه يعوض الكثير من تقصيرنا في الوصول إلى الآخر والانتشار، وبالتالي هذه الكثافة الآن مهمة تماماً وضرورية.. وإن كانت متشابهة حد كونها نسخاً لصقاً.
ومع هذا كله لم يخرج علينا مسؤول إعلامي ليقول يجب إيقاف هذا الموقع أو ذاك.. ولا نريده أن يفعل بل نطالب بالمزيد.
فعندما تلغي تجربة عمرها نصف قرن فأنت تلغي ذاكرة وطن وامة وتاريخ.. علينا أن نقيمها ونقومها ولتكن الصراحة يحدها الأعلى والجراحة التي تحسن التجربة مؤلمة لا بأس..
اليوم أشعر بتفاؤل ما أراه ينمو إذ إن مؤسسة الوحدة تمضي قدماً في العمل على تأسيس وإطلاق مواقع متخصصة ستكون بكل تأكيد وحسب ما لمسناه من السعي الدؤوب للإدارة من هيئات التحرير وصولاً إلى السيد المدير العام الاستاذ أمجد عيسى الذي وضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. تجربة لن نقبل أن تقف عند عثرات ما.. وكما كان لدينا الجرأة أن نكتب عن الأمل بها ستكون جرأة الكتابة عما لها وعليها..
وحتى ذلك الحين على المسؤولين في الكثير من الجهات كل حسب اختصاصه أن يقتطع من وقته الثمين لو ربع ساعة فقط لمتابعة ما ينشره الإعلام..
وحتى إذا ما التقى الإعلاميون بالمسؤولين يكون المسؤول على الأقل قد حفظ اسم بعض الزملاء من غير من يمسحون الجوخ..
فلنكن رؤوساً غير رؤوس البصل تتكامل تحت سقف الوطن وهو هويتها.. لسنا صوراً طبق الأصل