الثورة أون لاين:
لم تكبح جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية للأندية الأوروبية لكرة القدم جماح بعضها في سوق الانتقالات، ولا سيما المقتدرة مالياً من وراء البحار مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وغيرهم.
(الصيف الساخن) على مستوى انتقالات اللاعبين انتهى أمس، إلا أن نجم هذه الفترة كان رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، بتوقيعه على همس صفقات (تاريخية) أبرزها الأسطورة ليونيل ميسي الذي أغلق أكثر من عقدين زمنيين مع ناديه برشلونة (بالدموع)، كذلك عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ناديه الأسبق مانشستر يونايتد تحت عنوان الوفاء إذ ارتبط اسمه اولاً الجار اللدود مانشستر سيتي، وبالتالي فإن الخسارة الكبيرة عرفتها بطولتي الليغا الإسباني والكالتشيو الإيطالي ولا سيما على المستويين الإعلاني والتسويقي.
وفي الساعات الأخيرة قبل إقفال سوق الانتقالات، أجمعت تقارير صحافية فرنسية وإسبانية أن ريال مدريد قرر الانسحابَ من المفاوضات مع باريس سان جيرمان بخُصوص صفقة النجم الفرنسي كيليان مبابي بعدما قدم عرضين من أجل الظفر بخدمات النجم الفرنسي، بلغ الأول 160 مليون يورو، ووصل الثاني إلى 170 مليون يورو، إضافة إلى متغيرات بقيمة عشرة ملايين يورو. كما تحدث أنباء عن عرض ثالث شفهي بلغت قيمته 200 مليون يورو، وينتهي عقد المهاجم الدولي مع باريس سان جيرمان في صيف العام المقبل، ليبقى انتقال البرغوث والدون الأهم لما يمثلانه من ثقل فني.
خسارة ابن الـ36 عاماً المتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، لم تكن الضربة الوحيدة للدوري الإيطالي، إذ ترافق رحيل هداف الموسم الماضي (29 سنة) مع انتقال البلجيكي روميلو لوكاكو من إنتر البطل إلى فريقه السابق أيضاً تشلسي الإنكليزي.وبسبب الأزمة المالية التي يعاني منها النادي ومالكوه الصينيون، تخلى إنتر أيضاً عن النجم المغربي أشرف حكيمي لصالح سان جرمان، فيما خسر جاره اللدود ميلان وصيف بطل الموسم الماضي حارسه جانلويجي دوناروما لصالح نادي العاصمة الفرنسية أيضاً.
وتحاول الأندية الإيطالية التعامل مع الأزمة المالية الخانقة الاعتماد على نظام الإعارة لتعزيز صفوفها، على غرار ما فعل جوفنتوس في تعاقده مع نجم وسط ساسوولو مانويل لوكاتيلي، على أن يضمه نهائياً الصيف المقبل، كما سيفعل أيضاً في صفقة استعادة مهاجمه الشاب مويز كين. وبعدما تقاضى 115 مليون يورو في صفقة لوكاكو و60 مليون يورو في صفقة حكيمي، حاول إنتر الاستثمار بعض الشيء بضمه الأرجنتيني خواكين كوريا من لاتسيو مقابل 30 مليون يورو، والهولندي دنزل دمفريس من أيندهوفن مقابل 12,5 مليون يورو، لكنه كان موفقاً في خطف خدمات التركي هاكان جلهان أوغلو والبوسني إدين دجيكو من دون مقابل بعد انتهاء عقديهما مع ميلان وروما توالياً. وكان الجار ميلان متقشفاً في سوق الانتقالات بضمه المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو ومواطنه الحارس مايك مانيان، فيما خرج روما عن تقليده وغامر بالتعاقد مع المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو الذي قاد إنتر للثلاثية التاريخية عام 2010، وضم مهاجم تشلسي تامي إبراهام مقابل 40 مليون يورو.
الليغا تفقد ملكها!
في إسبانيا التي كانت تنتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لصفقة انتقال مبابي الى ريال مدريد والتي فشلت في الساعات لأخيرة، كان الرحيل عنوان هذا الصيف مع خسارة نجوم كبار مثل سيرجيو راموس والنرويجي مارتن أوديغارد والفرنسي رافايل فاران ومواطنه المدرب زين الدين زيدان، والأهم من هؤلاء جميعاً ليونيل ميسي.لكن الأندية الإسبانية لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أجرت تعاقدات هامة وأبرزها في برشلونة الذي عزز هجومه بالأرجنتيني سيرجيو أغويرو والهولندي ممفيس ديباي، ودفاعه بالشابين إيريك غارسيا والبرازيلي إيمرسون.ويبدو أتلتيكو مدريد عازماً على الاحتفاظ بلقب الدوري بعدما عزز صفوفه بلاعب الوسط الأرجنتيني رودريغو دي بول من أودينيزي الإيطالي، المهاجم البرازيلي ماتيوس كونيا من هرتا برلين الألماني، والحارس الفرنسي بنجامان لوكومت على سبيل الإعارة من موناكو من أجل أن يكون يؤمن المساندة للحارس الأساسي السلوفيني يان أوبلاك.من جهة الجار اللدود ريال مدريد كان المدرب العائد الإيطالي كارلو أنشيلوتي والظهير النمساوي دافيد ألابا الصفقتين الوحيدتين، الى جانب استعادة الويلزي غاريث بايل بعد انتهاء فترة اعارته لفريقه السابق توتنهام الإنكليزي.وكان إشبيلية بقيادة المدرب خولن لوبيتيغي من دون شك أكثر الفرق نشاطاً في سوق الانتقالات بعدما عزز صفوفه بستة لاعبين، أبرزهم الأرجنتينيان إيريك لاميلا (توتنهام) وغونزالو مونتييل (ريفر بلايت) والظهير الأيسر السويدي لودفيغ أوغوستينسون (فيردر بريمن الألماني).
بريمير ليغ نشيط
معولة على عودة الجماهير الشغوفة بأعداد كبيرة الى الملاعب بعدما غابت لفترة طويلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، نشطت الأندية الإنكليزية في سوق الانتقالات وكان نجماها قطبا مانشستر مع عودة رونالدو الى يونايتد الذي تعاقد مع فاران (36 مليون يورو) وجايدون سانشو (85 مليون يورو من دورتموند الألماني)، وحصول سيتي حامل اللقب على جاك غريليش من أستون فيلا (105 ملايين يورو).أما تشلسي بطل دوري الأبطال، فاستعاد لوكاكو مقابل 115 مليون يورو، فيما ركز ليفربول جهوده على التمديد لنجومه الحاليين (الحارس البرازيلي أليسون بيكر، المدافعون الهولندي فيرجيل فان دايك والاسكتلندي أندي روبرتسون وترينت ألكسندر-أرنولد ولاعب الوسط البرازيلي فابينيو)، وعزز دفاعه بالفرنسي إبراهيما كوناتيه من لايبزيغ الألماني مقابل 36 مليون يورو، بينما خسر جهود لاعب الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم دون مقابل لصالح سان جرمان، والسويسري شيردان شاكيري لصالح ليون الفرنسي.
عدديا، كان أرسنال الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات بضمه العديدمن اللاعبين أبرزهم بن وايت (من برايتون مقابل 50 مليون جنيه)، أوديغارد (من ريال مقابل 36 مليون جنيه) وآرون رامسدايل (من شيفيليد مقابل 25,5 مليون جنيه)، لكن هذه التعاقدات لم تعط ثمارها أقله حتى الآن، إذ يقبع الفريق في المركز الأخير من دون نقاط بعد ثلاث مراحل. وفي أبرز الصفقات الأخرى، تخلى تشيلسي عن قلب دفاعه الفرنسي كورت زوما لصالح جاره وستهام مقابل 29,8 مليون جنيه.
هدوء بوندسليغا
كما الحال دائماً، تغيب صفقات العيار الثقيل عن الدوري الألماني وحتى إن وجدت، فتكون محسومة قبل فتح باب الانتقالات، على غرار ما فعل بايرن ميونيخ حامل اللقب بضم الفرنسي دايو اوباميكانو من منافسه المحلي لايبزيغ مقابل 43 مليون يورو، في حين خسر مدافعين مؤثرين هما ألابا وجيروم بواتنغ. أما بالنسبة لغريمه بروسيا دورتموند، فخسر بدوره بعض لاعبيه لكن الأهم أنه تمكن حتى الآن من التمسك بهدافه النرويجي الشاب إرلينغ هالاند الذي تسعى أندية أوروبية كبرى للتعاقد معه.