الثورة أون لاين – علاء الدين محمد :
مجموعة قصصية جديدة للكاتب عماد الدين إبراهيم تحت عنوان “تجليات شهرزاد ” تدور أحداثها حول الأنا وهمومها من حب وحلم وأمل وعشق وألم وإخفاق .
وأحداث أخرى تتناول الهم الإنساني العاطفي ومشاكله المتنوعة وأمراضه الاجتماعية .
يقدم الكاتب بلهفة المحب وغصة العاشق ومناجاة وتوق لمشاعر وأحاسيس جسدها في خطه لأحداث قصته (جبل النار) حتى ليتراءى للقارئ أنه يحيا تفاصيل تلك الأحداث لحظة بلحظة ويتغلغل بأسلوبه الشيق وسرده المحبب الذي يلامس شغاف القلب ليحط به الرحال على ضفة الحلم الذي يراود كل محب .
ينبش لنا الكاتب من ذاكرة الطفولة الأولى بعض الصور والمشاهد والظواهر الاجتماعية ويدخلها إلى قصصه لتصبح من النسيج العام للحكاية .
لكنها لاتخلو من بعض الوخزات الانتقادية التي تنساب إلى تلك الظواهر كما في قصته “شجرة القتيل “.
لعل أكثر مايجذب القارئ ويشده هو الصراعات التي تحصل بين شخصيات العمل والتجاذبات والجرأة في طرح الموضوعات والأفكار بجدية وإتقان .
إذ يقدم الكاتب قراءة للواقع الاجتماعي المعاش ، وإفرازاته وانعكاساته على حياة المجتمع بمختلف مكوناته الاجتماعية والعمرية والثقافية ،ومايخلفه من مآس على شخوص قصصه .
كما يشير الكاتب في بعض قصصه إلى المناخ السوداوي العام الذي عشناه لسنوات في ظل هجمة عدوانية بربرية لم توفر البشر ولا الحجر ولا المدر ،فكانت نتائجه مؤلمة وكبيرة عبر تصوير واقعي لأدق تفاصيل أحداثه ..ما أضفى عليها مصداقية أدت إلى تفاعل القارئ وتحفيزه .
سرد رشيق ولغة أقرب إلى الشعرية بصيغة تعبيرية وأسلوب مباشر لمجمل الصراعات التي تداخل فيها الوعي الأدبي والفكري والعاطفي .. كما في قصة ” تجليات شهرزاد”
وبغض النظر عن كل ما يمكن قوله عن القصة وموضوعها .. إلا أن الهم الذاتي العاطفي كان طافحا تجلى ذلك بعدم مقدرة الذات للوصول إلى ما تصبو إليه .. رغم توفر كل أسباب الانشراح والراحة والفضاء الرحب .. ففي نهاية الحكاية غرقت الذات في حلمها وضجيجها الذي لا يهدأ .