الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
على خلفية النصر الجديد للمقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي، والذي سجله ستة أسرى فلسطينيين انتزعوا من خلاله حريتهم عبر نفق حفروه ذاتياً في معتقل (جلبوع)، تصعد سلطات الاحتلال سياستها العدوانية عبر حملة تفتيش مسعورة بحثاً عن الأسرى الستة للتغطية على فشلها، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الفلسطينية لتحميل حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى الستة، وعن معاناة ذويهم وأقاربهم، وعن تداعيات اعتقالهم، والضغط عليهم، وابتزازهم، وترهيبهم.
وأدانت الخارجية في بيان لها، حملة القمع والتنكيل وعمليات التصعيد الوحشي التي تمارسها سلطات الاحتلال ومصلحة إدارة سجونها بحق كافة الأسرى الذين جرى نقلهم إلى سجون أخرى، بما في ذلك اقتحامات السجون، وأقسامها، والاعتداء على الأسرى، والتضييق عليهم، عبر تنقلات تعسفية وعمليات عزل فردية وجماعية، ومحاربتهم في كمية الغذاء، والماء، التي يمنحها القانون الدولي لهم، كجزء لا يتجزأ من العقوبات الجماعية التي اعتاد الاحتلال على ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن عقلية الاحتلال الاستعمارية العنصرية التي تعمل وتستهدف الأسرى هي ذاتها التي تستبيح المدن والبلدات والقرى والمخيمات، وتنكل بالمواطنين بشكل مستمر، وطالبت مجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة والمحكمة الجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وجرائم ومخالفات صريحة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، مشددة على ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
في الأثناء أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وفق ما ذكرته وكالة وفا التي أفادت بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
كما شنّت قوات الاحتلال، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة في محافظة جنين، وأصابت فتى بعيار ناري في الرأس، واعتقلت ستة مواطنين بينهم أقارب لأسرى “جلبوع” الستة، وهدمت مجمعا للمركبات، وجرفت حقولاً واقتلعت أشجار زيتون، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية عانين غرب جنين، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
وأطلقت قوات الاحتلال كذلك مناطيد مراقبة في جبال فقوعة ونفذت حملة تفتيش واسعة قرب جدار الضم، وفي سهل قرية بئر الباشا، فيما أصيب فتى بعيار معدني بالرأس من طلاب مدرسة في عرابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز تجاه المدرسة والمنازل المحيطة بها، كما أصيب العشرات من الطلبة بحالات اختناق.
وفي السياق ذاته، هدمت جرافات الاحتلال مجمعاً للمركبات في قرية عانين، وجرفت حقولاً واقتلعت أشجار زيتون قرب جدار الفصل العنصري، كما فتّشت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين في مدينة الخليل، عقب اقتحامها لعدة أحياء في المدينة، ونصبت حواجز عسكرية في مناطق متفرقة من محافظة الخليل، وفتشت مركبات المواطنين، ودققت في بطاقاتهم الشخصية.