الثورة أون لاين – طرطوس – فادية مجد:
في ظل الأوضاع المعيشية الاقتصادية الصعبة التي نعيشها كان لابد من التفكير والبحث عن مشاريع مساعدة تحقق الاكتفاء الذاتي وتشكل مصدر دخل إضافي وعوائد جيدة تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية المتزايدة للأسرة.
ومن هنا كان مشروع مدرس اللغة العربية آصف مهنا من مدينة الدريكيش والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى الساحل السوري في مجال زراعة نبات الزعفران.
وعن مشروعه و بدايات الفكرة يقول مهنا: منذ أربع سنوات وصلت لقريب لي عدة مورمات من الزعفران من ايران، بدأنا بعدها بالبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن إمكانية وكيفية زراعة هذه النبتة في بلادنا وبعد الدراسة والتدقيق وجدنا أن الجبال الساحلية هي بيئة مناسبة جدا لزراعتها، وبعد تأكدنا من جدواها الاقتصادية قررنا زراعة الزعفران، ولكن تعرضنا لمشكلة وهي من أين نأتي بالبصيلات … وبعد سؤال وبحث حصلنا عليها بعدة طرق عن طريق تجار من حمص وحماه وقمنا بعملية إكثار لها منذ سنوات.
وعن شروط زراعة الزعفران قال مهنا : هذه النبتة طبية وفوائدها كثيرة و هي تحتاج لبيئة مناسبة كالبرودة وخصوبة التربة والارتفاع وكلها متوفرة في الجبال الساحلية وهي بيئة ممتازة لزراعتها ..ولهذا قررت هذا العام أن ابدأ مشروعي الخاص وبمساحة ٤دونمات وبعدد بصيلات أكثر من ٢٠ ألف بصيلة …علما أنني لست الوحيد الذي بدأ بزراعة الزعفران في المنطقة ، لكنه المشروع الأكبر والأول في الساحل السوري بهذا الحجم .
وعن فترة زراعة الزعفران أفاد مهنا أن الفترة المناسبة لزراعته هي في شهري تشرين الأول والثاني مبينا أن الزعفران هو نبتة شتوية لا يحتاج لسقاية يعتمد على مياه الأمطار في الجبال، إلا في حال انقطاع المطر طويلا .. عندها لابد من سقايته.
وأضاف: ينتج البصيل الواحد من ثلاثة إلى عشرة حسب عمر البصيلة التي تعيش ثماني سنوات مؤكدا أن البصيلة الجديدة لكي تزهر يجب أن يكون عمرها فوق السنتين وتحتاج للبرودة الموجودة في الجبال العالية.
وأشار الأستاذ مهنا الى انه في بعض المناطق تتم زراعة البصيل للإكثار وليس للزهر مثل المناطق الداخلية والساحل كما يحتاج الزعفران لأسمدة عضوية فقط تبعاً لحالة التربة.
ولفت مهنا الى انه تم تأسيس جمعية خاصة بزراعة الزعفران في منطقة بستان الصوج وتتألف من ٤٠ عضواً من المزارعين المهتمين بتلك الزراعة.
وقال: تواصلنا أيضا مع زراعة طرطوس والاتحاد العام للفلاحين وأرسلوا لنا كوادر وخبراء من أكساد وقدموا لنا النصح والإرشادات الخاصة بزراعة الزعفران .
وحول ما تم إنتاجه خلال السنوات الماضية من الزعفران أوضح انه تم استخدامه لأغراض الطبخ وكتوابل في منزله أما البصيلات فتم استخدامها في مشروعه الخاص بزراعة الزعفران، إضافة لبيع العديد من المزارعين الراغبين بتلك الزراعة البصيلات لهم وتقديم النصائح والإرشادات بخصوص زراعته.
وختم مهنا حديثه بالقول نأمل من زراعة الزعفران تأمين مشروع زراعي قوي يدر الخير الوفير لأبناء المنطقة، ناصحاً الشباب بالاعتماد على أنفسهم من خلال اختيار مشاريعهم الخاصة لتحسين أوضاعهم المعيشية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.