بينما ينتقد معظم أبناء الشارع الرياضي، بمن فيهم متابعو كرتنا، نتائج منتخبنا الوطني الأول ضمن الدور الحاسم من التصفيات المونديالية،وبينما تحدّث البعض عن تضاؤل حظوظ منتخبنا في التأهل إلى الملحق الآسيوي من التصفيات على أقل تقدير،وبينما تتزايد الضغوط يوماً تلو الآخرعلى كافة كوادر المنتخب من لاعبين و مدربين و إداريين،بينما يحدث كلّ ذلك فإن واقع الحال يقول: إن معظم ما يتم تداوله بعيد نوعاً ما عن المنطق و الأمور ليست بالسوداوية التي يحاول البعض إشاعاتها بين عشاق المنتخب و متابعيه.
منذ أن سُحِبت قرعة الدور الحاسم من التصفيات أجمعت الغالبية العظمى على أن بطاقتي التأهل المباشر إلى المونديال عن المجموعة الأولى التي يتواجد فيها منتخبنا ستكون من نصيب منتخبي كوريا الجنوبية و إيران نظراً لفارق المستوى بينهما و بين باقي المنتخبات و بالتالي فمن المنطقي التركيز و التفكير ببطاقة التأهل إلى الملحق فهل نمتلك فعلاً حظوظاً وافرة لتحقيق هذا الهدف ؟!
حتى هذه اللحظة فقد لعب منتخبنا أمام المنتخبات الأقوى في المجموعة حيث واجه منتخبي إيران و كوريا الجنوبية في ملعبيهما ثم لاقى المنتخب الإماراتي على ملعبنا الافتراضي في الأردن،و بالتالي فإن منتخبنا واجه الأصعب و فرصته كبيرة جداً، ولاسيما إذا ما عدنا بالذاكرة لمشاركة رجال كرتنا الماضية في التصفيات المونديالية حيث اكتفوا حينها بجمع ثلاث نقاط فقط من مباريات الذهاب الخمس في الدور الحاسم قبل أن يقدموا في الإياب أداءً رجولياً قلب كل التوقعات أنذاك.
ما سبق ذكره هو فقط تنشيط للذاكرة و لما يجب أن يتمتع به أفراد المنتخب من خبرة كبيرة في التعامل مع المباريات المقبلة حيث أن تلك الخبرة المكتسبة من التصفيات المونديالية الماضية يجب أن تكون أساساً في نجاح منتخبنا وتحقيقه النتائج المرجوة خلال المباريات المقبلة اعتباراً من مباراة رجالنا أمام منتخب لبنان على أمل أن تمنحنا الخبرة التي نتحدث عنها القدرة على التعامل بسياسة النفس الطويل مع مشوار التصفيات الذي مضى منه القليل فقط.
ما بين السطور- يامن الجاجة