الثورة أون لاين- مازن أبوشملة:
لا تبدو التفاصيل الفنية مهمة كثيراً للكثيرين الذين تابعوا مباراة منتخبنا وشقيقه اللبناني،برسم الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر٢٠٢٢،بعد الخسارة المؤلمة التي تعرض لها،عندما فقد التركيز بعد افتتاحه النتيجة عبر الخريبين بالدقيقة ٢٠،ليتلقى هدفين متتاليين في الدقيقتين الأولى والثالثة من الوقت المحتسب بدل ضائع،فانقلب التقدم إلى تأخر بنهاية الشوط الأول..وفي الثاني كانت ردة فعل منتخبنا تعرضه للهدف الثالث في الدقيقة ٥٣..الهدف الثالث وضع منتخبنا في موقف صعب للغاية فانطلق للهجوم وكان له أن سجل هدف التقليص فقط عبر عمر السومة الذي أفطر أخيراً،دون أن يدرك التعادل على أقل تقدير؟!!
وإذا كان التعادل،قبل المباراة طبعاً،بطعم الهزيمة،والفوز وحده الطموح والمطلب،فماذا يمكننا أن نطلق وصفاً على الخسارة بثلاثة أهداف لهدفين؟!
هل خانتنا بعض التفاصيل في هذه المباراة؟ أم لم نعط المنتخب اللبناني حقه من الاحترام والتقدير؟! أم ترانا بالغنا في الاستهانة بالمنافس،معتمدين على سجل المواجهات بين المنتخبين،والذي دانت فيه السيطرة لمنتخبنا؟
ولا ندري إن كانت قضية اللاعبين محمد عثمان وإياز عثمان اللذين غابا عن مباراة كورية الجنوبية،بخطأ إداري فادح،قد تركت آثارها على مباراة لبنان،على الرغم من حضورهما المباراة؟!!
وهل هناك أخطاء تحكيمية أثرت على مجريات المباراة وانعكست على نتيجتها؟!
ربما يجد القائمون على المنتخب الكثير من هذه الذرائع الفنية أو الإدارية،أو الطقس والمناخ،وأرضية الملعب الذي أقيمت عليه المباراة، وقد يكون بعض الغمز واللمز من قناة بعض المغرضين الذين يطمحون للجلوس على مقاعد اتحادنا الكروي ،أو العودة إلى تدريب المنتخب ؟! لكنهم لن يستطيعوا إقناع أحد بها،ولا حتى إقناع أنفسهم، فجمهورنا الكروي يئس من كل التبريرات والمسوغات وقد حفظها عن ظهر قلب،وإن كان يطمح للفوز قبل مباراة لبنان،فإنه طامح أكثر بعدها في التغيير ووصول عصا المحاسبة إلى كل من له علاقة بخيبة الأمل التي اجتاحته من أدناه إلى أقصاه،ولسان حاله يقول: كفانا ضحكاً على الذقون،وكفانا شعارات ووعوداً وعهوداً..نريد الفوز، بعد السنين العجاف،ونتطلع للانتصارات ولا نهتم بالأشخاص الذين يقودون كرتنا إلى الضياع والاضمحلال،فهؤلاء جزء من معاناة كرتنا،لكنهم ليسوا المشكلة كلها.
في العرف الكروي بعد الهزيمة،غداً يوم جديد..نركز فيه على المباراة القادمة…وفي منطقنا الكروي،إن الغد يوم جديد في كل شيء،في الشكل والمضمون،في الوجوه والأشخاص،في المحاسبة والمساءلة،في الرؤية الشاملة،والنظر العميق،في الفكر والأدوات..آن لنا الاستيقاظ من الأحلام الكروية التي تأتي على شكل كوابيس مزعجة،وحان الوقت للتفكير في إعداد منتخبات قادرة على المنافسة وعلى الفوز،وعلى تجسيد تطلعاتنا التي لن نتنازل عنها،مهما عبثت بها الأقدار وبعثرتها الانتكاسات والهزائم.