الإبراهيمي وعثرات «الساعة الأخيرة»

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحريرعلي قاسم:

تطفو مشكلات «الساعة الأخيرة» دائما على السطح، وتحضر في كل مرة لتكون قارب الهروب من الاستحقاق، كانت هي ذاتها قبل أن ينعقد المؤتمر وبقيت كذلك بعد ان انطلق، وها هي تحول دون انطلاق الجلسات المقررة وتنسف صباح كل يوم ما اتفق عليه مساءً.

في المواجهة المفتوحة مع هذه المشكلات المصطنعة لساعة «الحاجة»، لم يفلح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في تقديم إجابات مقنعة على أكثر الأسئلة إلحاحاً، والتي أثارتها الالتباسات الحاصلة في اليوم الأول من جولة القاعات، ولم تسعفه دبلوماسيته في تلوين إجاباته بما يكفي كي تغطي على المساحات الفاصلة بين الصورة التفاؤلية التي حاول إضفاءها وبين الواقع الذي ينحو باتجاه مختلف.‏

ورغم أننا لم نكن ننتظر من الأخضر الإبراهيمي أن يقدم كشف حساب مفصل عن ما جرى وما يجري خلف الكواليس، وسنأخذ بحجته على انها جزءٌ من دوره في تخطي العقبات وتذليل الصعوبات خارج الأضواء، لكن ذلك لا يمكن اعتماده ذريعة تقتضي المداورة وغضّ النظر عن الأطراف التي تعرقل، وكانت سبباً في إضاعة يوم نعتقد أن كل ساعة فيه مهمة وضرورية، والأخطر أنه لم يقدم بالأمس ما يكفي من ضمانات لئلا تتكرر الصورة ذاتها اليوم وإن اختلف الإيقاع أو لغة التبرير.‏

في الاعترافات الجزئية التي قدمها، والإشارات الضمنية، تكمن المعضلة الفعلية وهي معضلة متحركة وتصلح للاستخدام كلما استدعت الحاجة ذلك، ومن غير المعقول أن تبقى قنبلة موقوتة في يد ما سمي اصطلاحا بالمعارضة ترميها في وجه المبعوث الأممي حين تنحشر في الزاوية، أو حين يُطلب منها ذلك، أو صاعقاً متفجراً تضغط عليه عندما تفشل في استفزاز الوفد العربي السوري، أو حين تعجز عن تمرير شروطها مسبقاً وإن اختلفت الصياغة أو تغيرت.‏

ضمن هذا المعيار لا يمكن التعويل على الجهد الذي يقوم به المبعوث الأممي وحده، ولا يكفي اقراره بالصعوبات والمعرفة المسبقة بها كي يتجاهل عملية التملص التي بدأت قبل الجلسة الافتتاحية وتتواصل حلقاتها بعدها.‏

لسنا بوارد سرد الكثير من الملاحظات القائمة، ولا بتعداد الأسباب الكامنة وراء التعطيل المتعمد، والخرق الفظ لما تم الاتفاق عليه في اليوم التحضيري الطويل، وما سبقه من تعهدات وضمانات، ولا باستعراض العوامل التي يتعاطى بها ممثلو الجهات الداعمة للإرهاب كقاعدة بيانات لتعطيل المؤتمر، إذ هي متاحة للجميع، ولا نعتقد أنها غائبة عن ذهن المبعوث الأممي وهو في صورة أدق تفاصيلها.‏

لذلك، فإن ما يجري في العلن لا يبتعد كثيراً عما يدور في الكواليس، بل يشكل في جوهره إسقاطاً مباشراً وفورياً لكثير مما يجري في الغرف المغلقة، ونتيجة لأوامر العمليات المتحركة، التي تصل تباعاً من داعمي الإرهاب ورعاته، وقد كشفت التفاصيل المتلاحقة عن الغرف الملحقة والمعدة لتصنيع مشكلات ربع الساعة الأخير.‏

ما يعنينا فعلاً، أننا في سورية لم نعتد على الإقامات الدائمة في الفنادق الفخمة، ولا نريد من اعتادها من أصحاب «اللكنات» غير السورية وممن أدمنوا النطق بلسان غير سوري ولا تستهوينا المنابر والصور الإعلامية، ولدينا الكثير مما نحتاج إلى عمله دون تأخير، وأن كل تسويف ومماطلة هي في نهاية المطاف إطالة لعمر الأزمة، وهو ما يدركه المبعوث الدولي والأطراف الأخرى التي أوكلته، على مانعتقد.‏

وما نعمل عليه هو سلوك الطريق باتجاه العودة إلى دمشق، والسير نحو الحوار الذي يجب أن يحتضنه الوطن، تحت مظلة ثوابته وسيادته واستقلالية قراره، ولهذا كان الموقف واضحاً بأن ما يجري لا يمكن أن يُنتج حواراً، ولا يدخل في إطار الحرص على إنجاح المؤتمر، بقدر ما هو تعمّد واضح وصريح للتسويف والمماطلة ممن يشعر بقرب انتهاء صلاحية اقامته في تلك الفنادق، وفقدان أهليته لحديث المنابر.‏

اليوم، لحظة الاختبار الفعلي بعد طول مماطلة وتسويف، حيث باتت مشكلات «الساعة الأخيرة» قربة مثقوبة لا تنفع ولا طائل منها، ولن يكون بمقدور المبعوث الدولي ولا الدول الداعمة للإرهابيين ورعاتهم أن يتملصوا من الاختبار، بافتعال المشكلات أو إغماض العين عنها كل مرة بعد ان باتت «اسطوانة مشروخة» فاقدة لجدواها ومعناها.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري