الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
كان الشرق الأوسط ساحة حاسمة في الحرب الباردة، وعندها اكتسبت “إسرائيل” لأول مرة قيمتها للولايات المتحدة كحصن ضد الاختراق السوفييتي المتصور في الشرق الأوسط، اعتبر الاتحاد السوفييتي أن النشاط الأمريكي في الشرق الأوسط يطوقهم على حدودهم الجنوبية، واختارت الدول الكتل، وتم تقسيم الشرق الأوسط إلى معسكرات الحرب الباردة.
العديد من الدول التي تقف في الجانب الأمريكي، بدأت تنظر – قليلاً – إلى روسيا والصين، والدول التي ليست على الجانب الأمريكي تتحرك بقوة نحو تكتل مع روسيا والصين.
الحرب على سورية دفعتها بقوة إلى المعسكر الروسي، ودخلت مصر في اتفاقية بمليارات الدولارات مع روسيا لبناء مفاعل نووي لأول مرة منذ فترة طويلة، كما استأنفت مبيعات الأسلحة مع روسيا.
مع سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة تغيرت الكتل، اقتربت السعودية من “إسرائيل” ومن المعسكر المعادي لإيران، كانت إيران المعزولة من قبل الولايات المتحدة، تتجه شرقا إلى روسيا والصين، في كانون الثاني 2020 اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني أثناء تواجده في العراق، ومع الكشف عن تفاصيل الاغتيال أصبح من الواضح أن الجنرال الإيراني كان في العراق لينقل رد إيران على رسالة خفض التصعيد من السعودية، كانت الأخيرة تحاول وضع خطة للتوازن بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، لكنها كانت مجرد خطة، ومنذ ذلك الحين التقت السعودية مع إيران عدة مرات.
وأصبحت الاجتماعات السرية علنية، لقد أكدت إيران الآن علنا لأول مرة أنها والسعودية يحاولان حل خلافاتهما، في نهاية آب أفادت الأنباء أن المحادثات السعودية الإيرانية من المقرر أن تستأنف مع الحكومة الإيرانية الجديدة.
بينما يتحرك الاثنان بعناية تجاه بعضهما البعض، تلقي السعودية نظرة أخرى على روسيا، ففي 24 آب اتخذت السعودية خطوة جريئة بتوقيع اتفاقية مع روسيا لتطوير التعاون العسكري المشترك، وقد تكون هذه الخطوة الراقصة الصغيرة في تغيير الشركاء إشارة مهمة للولايات المتحدة من الحرب الباردة الثانية.
إيران، أيضا تلقي نظرة أكثر على روسيا، وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إيران وروسيا توصلتا إلى اتفاق “لتزويد إيران بنظام الأقمار الصناعية المتقدمة” ومن شأن ذلك أن يعطي طهران قدرة غير مسبوقة لتتبع أهداف عسكرية محتملة في منطقة الشرق الأوسط وما وراءه “.
كما تعمل إيران على توثيق العلاقات مع الصين، في 27 آذار وقع البلدان اتفاقية شراكة إستراتيجية واقتصادية لمدة خمسة وعشرين عاما بقيمة 400 مليار دولار، في 27 أيلول طلبت الولايات المتحدة من الصين قطع واردات النفط من إيران.
ورفضت الصين طلب الولايات المتحدة ودافعت عن حقها بموجب القانون الدولي في التجارة مع إيران وشددت على تعاون الصين وإيران “على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة”.
ولكن من بين كل النظرات شرقا إلى الصين وروسيا، ربما كان الأهم – والأقل ملاحظة – هو الانتقال إلى منظمة شنغهاي للتعاون (SCO). إن منظمة شنغهاي للتعاون أهم بكثير من الاهتمام الذي تستقطبه.
تتألف المنظمة من الصين وروسيا والهند وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان، وهي تضم 43٪ من سكان العالم وأربع قوى نووية، ليس المقصود أن تكون كتلة على غرار الحرب الباردة. قال لي سكوا في مراسلات شخصية إنه ليس كذلك، وليس”معاديا للولايات المتحدة”، ومع ذلك، فهو يقصد منه أن يكون بمثابة توازن موازن لعالم أمريكي أحادي القطب.
في أيلول 2021 حققت إيران حلما يبلغ من العمر خمسة عشر عاما وأصبحت عضوًا دائما في منظمة شنغهاي للتعاون، وبعد الانزلاق من جدران العقوبات الأمريكية تربط عضوية منظمة شنغهاي للتعاون إيران بشكل وثيق مع الصين وروسيا.
إن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون هو “نجاح دبلوماسي” كبير وخطوة أقوى في الكتلة الصينية الروسية، لكنها ليست مفاجأة كبيرة مثل اتجاه السعودية بعيدًا عن الولايات المتحدة إلى الكتلة الصينية الروسية.
في نفس التاريخ، الذي لم يتم الإبلاغ عنه بالكامل تقريبًا، تم قبول السعودية في منظمة شنغهاي للتعاون “كشريك في الحوار”، وكذلك كانت مصر، خلال الحرب الباردة كان الشرق الأوسط ساحة مهمة للمنافسة.
ومع بزوغ فجر الحرب الباردة الثانية تنظر العديد من دول الشرق الأوسط إلى الشرق، بالنسبة لسورية ومصر وتركيا، يمكن أن يكون التحرك تجاه بعضهم البعض وتجاه الصين وروسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون في المملكة العربية السعودية وإيران.
بقلم: تيد سنايدر
المصدر: Antiwar
