الملحق الثقافي:وليد حسين:
لك اللهُ من قلبٍ محبٍّ متيّمِ
حباهُ شفيفُ البوحِ من آلِ مُكرِمِ
عطوفاً إذا ما البين جدّ بهِ القضا
فأمسى شـــغوفاً منذُ نأيٍ ومَنسمِ
يداري جفـوناً بالحنين توشّحتْ
وكادتْ تصيبُ الروحَ رعشةُ مُغرَمِ
يعلّلُ ذاك الوصلَ من دونِ حاجةٍ
ولم يحتفظ إلّا بـــذكرٍ ومُعجـــمِ
وما هتكَ الماضونَ أسرارَ رحلةٍ
أخلّت طــويلاً في محطاتِ مُتهمِ
يقلّـبُ أطـــرافَ الـــرداءِ كــأنّهُ
يعودُ انتظاراً في ديــاجيرِ مُبهمِ
ويستدرجُ الغَمزَاتِ حتّى تكشّفتْ
أزاهيــرُ خــدٍّ في منابتِ مَقدَمِ
فهل يكبحُ المشتاقُ ردّةَ جامحٍ
ويلوي ذراعاً بانعِتاقٍ لأســهمِ
فلم يتّــقِ حتّى أبــاحَ لشـــادنٍ
مســاحةَ عشقٍ.. لي تراتيلُ مُحكمِ
أحلّ ارتعاشَ القلبِ من دون جُنحةٍ
وأبدى حضوراً منذُ إغـراءِ مَندَمِ
بأقسى شـعورٍ أن تبيتَ مُــرّملاً
تحيطُ بك الآهاتُ من كلِّ مُوهِمِ
وتلهــــو بأنّــاتٍ يغادِرنَ سَـــحنةً
كأصــواتِ نعيٍّ بيــن نعشٍ ومَعلَمِ
كأنّ خيالَ اللحظِ مـا عاد مبهماً
يحرّك نبضاً يســـتزيدُ .. كمـــأتمِ
صبوراً بذاك الليلِ أفترّ منهكاً
وأعــدو بــلا وجهٍ بحـــال تبـرّمِ
وفيّاً وقــد أرخى منــازلَ صفوه
وإن عشتُ لا أنسى عشيّةَ مُقحمِ
اَلَا إنّ ذاكَ البعدَ قد زادَ بسطةً
وقوفاً تَمـــدُّ الطولَ لوعــةُ مُعدَمِ
أراني كليل الظُفرِ عن قصرِ نابهِ
يُـــداعبُ أحياناً منابتَ بُــــرعمِ
ويجثو إذا ما الوردُ أوقفَ نَفحةً
يزيدُ اندلاعَ العطرِ في طولِ قَشعَمِ
وأقصى بلوغ الحزن قد بانَ سرُّهُ
يشــيّعُ إذ شــاختْ مــواعيدُ مُبرِمِ
تحلّى وبعضُ الصّبرِ.. يا قلبُ إنّني
بليتُ بـوهمٍ فاضَ من هــولِ مُتخمِ
كأنّي بغيـرِ الوجدِ أرتــدُّ وجهةً
وأعـربُ عن سرٍّ أضرّ بمُســلمِ
وأرخى أفانينَ اللقــاءِ بسـارحٍ
يفيضُ هــوىً حتّى تكشّف فـي فمِ
يجادلُ في لحظٍ يفرُّ به الجفا
إذا عــاشَ محــروماً كصبٍّ متيّمِ
يباعدُ أوجــاعَ الهيـــامِ بلـــوعةٍ
تجـودُ اشـــتياقاً منذ أســرارِ أكتَمِ
وكان ازديادُ الشّوقِ في البينِ حالةً
أضــرّت كثيراً في شــمائلِ مفعمِ
وغابَ بلا عــذرٍ.. ولكنّ روحَهُ
تحومُ كذاكَ الليثِ في أرضِ حوّمِ
مجيرٌ يداري الوجـد ما عاد طيّعا
يعيدُ اضطراب النّفس يرنو لأنجمِ
غشتهُ من الأوهامِ ما جاء ذكرُها
تفوقُ بلا رَوعٍ كصيحةِ ضَيغمِ
شَــهيّاً وما أذكى لواعــجَ مهجةٍ
يطيلُ اشــتهاءً مـن حفــاوةِ تَوءمِ
عصيتُ الهوى كرهاً وما كنت أتّقي
سوى صورةٍ بلهاءَ في سِحرِ مُنجِمِ
فهل يطمعُ الساعي إلى غيرِ نِحلةٍ
لــهُ قــلبُ طفــلٍ للبــراءةِ ينتمي
رعى اللهُ أيّاماً من العمرِ أدبرت
بغيرِ احترازِ الـدمعِ فاضتْ بمَقدمِ
فما القربُ يُدني من تباعدِ قلبَهُ
وقد كان عوناً مثلَ كفٍّ ومِعصمِ
وليتَ عذابَ الحبِّ يزدادُ لــوعةً
ويعفو بختلٍ عــن مضامينَ مُلهمِ
التاريخ: الثلاثاء19-10-2021
رقم العدد :1068