الملحق الثقافي:توفيق أحمد:
لم تســـافرْ إلا لعينيكِ روحـي
أنتِ بـــدءُ الزمانِ والتكـــوينُ
من يديها النجومُ تشربُ نوراً
يــا لها من قــدّيسةٍ لا تهــونُ
لا تحــبُّ النسورُ إلا سَـــماها
كيف لا وهي للنسورِ حصونُ
شـــعلةُ الله فـي حِــماها تجلَّتْ
حَمَلَتْها إلـى الــزّمـانِ القـرون
أرضنا للخــلودِ شـــعلةُ نـــورٍ
بدمـــانا تُـــرابُها معجــــــونُ
يا قطار العشاق مهلاً، وعرِّجْ
إنها الشّـــام للحبيبِ عيــــونُ
ليس إلاّكِ يا شـــــآم مــــــلاذٌ
لغـــريبٍ بـــأرضهِ محـــزونُ
حســبنا الشّام أن تكون مناراً
لســفينٍ قد ضـلَّ عنه السـفينُ
لدمشقَ الخلودُ في كلِّ عصرٍ
ويكون الخـــلودُ أنّى تــكونُ
في بلادي التاريخُ كنزٌ ثميـنٌ
ليس في الأرض ما عداها ثمينُ
غصــنُ ريحـانةٍ بكفٍّ تجـــلّى
وحســامٌ فـــي كفِّها مســـنونُ
كنســيمٍ تــــرقُّ حيناً، وحيناً
مثـل ليثٍ به يبـاهي العــرينُ
ترفع الشّمس في سَماها قباباً
وعلى صوتها تميلُ الغصونُ
يا لتلكَ البـــلاد كم هــامَ فيها
مثــل قلبــــي متيَّـمٌ مجنـــونُ
في رباها الندى مـراوحُ نورٍ
تحت أفيائها ينــامُ السّــــنونو
ما أراهُ حَوْرٌ يميسُ اختيــالاً
أم ترى يا شــآمُ حُــورٌ عِينُ
جنَّـــةُ الله درّةٌ في سّــــماها
أنتِ يا شــام لؤلؤي المكنونُ
دِيْنُها الحبُّ والتسـامحُ، فيها
يتآخى النسرينُ والزيزفونُ
وهي للناس مطلبٌ ورجاءٌ
وهي للقاصدينَ دنيا ودينُ
في رباها من آدمٍ قَبَسَاتٌ
ترتوي من شموعها ميسلونُ
هــي للقُــدس أختُها قُمْ إليها
لنصلّي في القدسِ يا قاسيونُ
التاريخ: الثلاثاء19-10-2021
رقم العدد :1068