الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
هل لاحظنا احمراراً في الوجه و تقطع في الأنفاس و شعور بالغثيان أو الرجفان عند أطفالنا أو أقاربنا، إذا هي أعراض الخجل، و لكل إنسان طباع و صفات مرتبطة بالشخصية تميزه عن الآخرين كالفرح و الحزن و الخوف.
و الخجل حالة انفعالية تصيب الإنسان عند احتكاكه بالآخرين، يرافقها شعور بالنقص أو العيب، يصاحبها شعور بالقلق و نقص بالمهارات الاجتماعية و ضعف بالثقة بالنفس فالطفل مثلاً يحاول الالتصاق بالوالدين و تراه يعيش حالة من عدم الراحة في مواقف لا تستدعي حدوث ذلك لدى الطفل الطبيعي.
و بداية الخجل تكون نتيجة مبالغة الأهل في توبيخه و زجره يؤدي بالطفل إلى الانطواء و الانزواء و قلة التواصل مع الآخرين ظناً منه أنه بذلك يبتعد عن اللوم و القهر و العقاب، و بالتالي يبتعد تدريجياً عن عالم الواقع، و قد يلجأ للخيالات و الأصدقاء الخيالين.
أسئلة يطرحها الأهل ربما كأن يقولوا على سبيل المثال: هل الإنسان الخجول شخص متردد، ضعيف الشخصية، هل يمكن لهذا الإنسان تحقيق طموحاته وأفكاره؟ و هل علاقاته سليمة و لا تدعو للخوف مع الأسرة و الأصدقاء و المحيط الاجتماعي، هل الخجل حالة مرضية أم نفسية؟ و أسئلة كثيرة تتبادل إلينا عند ملاقاة الشخص الخجول.
يرى الأطباء أن الخجل سلاح ذو حدين فهو في معظم الأوقات يعيق المرء عن تحقيق طموحاته و أهدافه، لكنه في نواحي أخرى يسهم بالحفاظ على حدود العلاقات الاجتماعية بين الأفراد القريبين جداً و بالتالي يحافظ و يلتزم بالتقاليد الاجتماعية.
و الأطباء النفسيون يؤكدون أن الإنسان الخجول بشكل عام ليس مريضاً، فالخجل و الحياء لا يعتبر بحد ذاته مرضاً نفسياً يستوجب العلاج شرط ألا يكون الإنسان الخجول يميل إلى العزلة و الانطواء خوفاً من مقابلة الناس و التعامل معهم.
اما اعراض الخجل التي تبدو على الوجه و السلوك بشكل واضح فهي ارتفاع ضغط الدم و احمرار الوجه و جفاف البلعوم والشفاه و برودة اليدين و اضطراب في الصوت و ألم في المعدة و عدم النظر للآخرين و خفض البصر و عدم التركيز، كما أن الشخص الخجول يلجأ لكل ما تقع عيناه عليه من قلم أو نظارة يمسك بتلك محاولاً الهروب من الموقف الذي يتعرض له.
و إذا كان السؤال ما الوسائل و النصائح الطبية للتخلص من الخجل الزائد؟
ينصح علماء النفس بالتقرب من الإنسان الخجول و خاصة بمن يثق بهم و يحبهم معززين الثقة بنفسه مع المبادرة بتشجيعه على الابتسام للآخرين و النظر إليهم دون خوف فبذلك تمنحه شجاعة داخلية تمكنه من التقرب للآخرين و التحدث إليهم، و الإنسان اي انسان يميل بطبعه لمجالسة مجموعة من الناس دون سواها لذا يفضل اختيار المجموعة المناسبة له من الأهل و الأصدقاء والجوار.
و علينا أن نعلم أن الإنسان الخجول عادة ما يتوقع وقوع أمر سيء قد يسيء له أو ينسبه بصورة أو بأخرى لذا يفضل عدم افتراض ذلك قبل التوجه لأي مقابلة وخاصة إذا كانت في إطار العمل.
وفي هذا الإطار من الضروري الابتعاد مؤقتاً عن المواجهات الكلامية و الجدل فهي تحتاج للجرأة و الشجاعة، و يمكن التدرج بها حتى نصل للمستوى المطلوب، و لابأس بالابتداء مع الناس المقربين و التدرب معهم على الحوار و المحادثة و النقاش و فتح المواضيع المشتركة و المتنوعة.
و أخيراً يمكن القول إنَّ الخجل ليس مرضاً أو حالة نفسية مستعصية و لكن بالصبر و الحلم و التدبر يمكن التخلص منه تدريجياً