متى يقتنع المعتدون أن حربهم على اليمن عبثية؟

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

يجادل النظام السعودي ومن معه من المشاركين في العدوان على اليمن حول مشروعية هذه الحرب الكارثية التي اقتربت من انتصاف عامها السابع دون أفق واضح لنهايتها، ويجن جنونهم متى جاء أحد على انتقاد هذه الحرب الهمجية أو قدم مجرد نصيحة لوقفها وتجنيب الشعب اليمني المزيد من الدمار والموت والخسائر البشرية والاقتصادية، كما حدث مؤخراً مع الإعلامي اللبناني جورج قرداحي (الذي يشغل حالياً منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية) حيث شهدت الأيام المنصرمة حملة شرسة في الإعلام السعودي والخليجي ضد قرداحي حاولت النيل من سمعة الرجل والإساءة إلى تاريخه وتم رميه بأبشع الاتهامات والشتائم، لمجرد أنه عبر عن رأيه بصراحة في هذه الحرب الهمجية ودعا لوقفها على اعتبار أنها عبثية ولا طائل منها.
كما اتخذ المستوى السياسي الخليجي هذه الأزمة المفتعلة ذريعة سياسية لقطع العلاقات مع الدولة اللبنانية وتضييق الخناق عليها محاولاً فرض شروط تتقاطع تماماً مع ما يريده الكيان الصهيوني فرضه على اللبنانيين لجهة نزع سلاح المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي أو التحريض على الفتنة والتقاتل بين اللبنانيين وإشعال الحرب الأهلية من جديد على خلفية الاختلاف بالرأي حول مشروعية المقاومة وضرورتها في مواجهة العدوانية الإسرائيلية، حيث لا يمكن فصل الحملات المغرضة التي تشن ضد سلاح المقاومة وجمهورها من جهات معروفة بنواياها وأهدافها عن أطماع الكيان الصهيوني ومخططات بعض الأطراف الإقليمية والدولية المتحالفة معه، بعد أن غدا هذا السلاح رادعا حقيقيا أمام المشاريع التي تستهدف لبنان والمنطقة.
وبالعودة إلى السؤال المطروح أعلاه، يمكن القول إن الصراعات العسكرية التي لا تؤدي إلى أي تغيير جوهري في نفوذ الجهات المتقاتلة أو المتصارعة مع مرور الوقت، ولا تحقق أي إنجاز سوى زيادة رقعة الموت والدمار والمآسي البشرية، هي حرب عبثية بامتياز وقد جرى في المنطقة العديد من هذه الحروب التي لم تؤد إلى أي نتيجة كحروب نظام صدام حسين على إيران والكويت وحروب أميركا على العراق وأفغانستان، وكذلك حروب الكيان الصهيوني المتكررة على الشعب الفلسطيني وكذلك اجتياح لبنان عام 1982، فكل هذه الحروب كان مصيرها الفشل ولم ينتج عنها إلا الموت والدمار والخسائر الاقتصادية والبشرية الهائلة.
أما في حرب اليمن التي يشنها تحالف تقوده السعودية ضد شعب عربي فقد فاقت النتائج الكارثية كل كوارث الحروب العديدة التي عانى منها اليمن في الماضي، فالمشردون والمهجرون والمهاجرون بالملايين داخل وخارج وطنهم، والقتلى تجاوزوا مئتي ألف وربما أكثر، والمحتاجون للمساعدة الإنسانية العاجلة يصلون إلى أكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم حوالى 30 مليون نسمة حسب آخر الإحصائيات السكانية للأمم المتحدة للعام 2020، والموتى من المجاعة والأوبئة الفتاكة يتجاوزون قتلى الحرب التي حولت اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، فيما تسببت الحرب نفسها بخسائر باهظة على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي والجيو سياسي، والأهم من ذلك الخسائر الإنسانية.
يقول المفكر والسياسي اليمني المخُضرم عبد الباري طاهر بأن الحرب في اليمن عبثية ومن المستحيل معها الحسم العسكري لأسباب أهمها: أن لا قضية لهذه الحرب، فهي حرب عبثية على المستوى الداخلي – لجهة الأطراف اليمنية التي تعمل تحت راية تحالف العدوان، وعدوانية توسعية منزوعة الأهداف في المستوى الإقليمي – النظام السعودي ومن يتحالف معه-، وهي تجارة سلاح ومخططات إمبريالية في البعد الدولي – الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية- وهذا ما يفسر تلكؤ هذه الدول إزاء أي محاولة أممية لوقف هذه الحرب وأهوالها.
ولو سألنا اليوم النظام السعودي عما حل بشعاراته وعناوينه لهذه الحرب العبثية من قبيل “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل” و”استعادة الشرعية” لحار في الجواب، وقد يلوم المجتمع الدولي برمته لأنه لم يدعم عدوانه ويقف في صفه لإخراجه من جحيم فشله، وهو ما يفسر الهستيرية الخليجية ضد إعلامي لبناني عبر عن رأيه الأخلاقي بكل صراحة بحرب غير أخلاقية.
يبقى أن نذكر النظام السعودي بأن يأخذ العبرة والدروس المناسبة – إذا كان له أن يفعل – من حروب حلفائه الافتراضيين أميركا والكيان الصهيوني التي انتهت جميعها إلى الفشل، وأن يتذكر أيضا بأن كل حروب الآخرين على اليمن كانت فاشلة منذ أبرهة الحبشي مروراً بمحاولات السلطنة العثمانية احتلال اليمن طوال أربعة قرون، وصولاً إلى حروبه السابقة في اليمن في ستينات القرن الماضي، فهل يقتنع وينتصح أم يغرق أكثر في وحول اليمن؟.

آخر الأخبار
من دمشق الدولي: اكتشاف غشّ السمن ومحلول لمعالجة المياه شركات تركية من "دمشق الدولي": فرص جديدة للتعاون والتوسع إنهاء أزمة الشرب في صحنايا والباردة بحلول العام القادم تل حيش الأثري ينمو من جديد.. حملة تشجير لتخليد ذكرى شهداء المنطقة الجناح الأبخازي.. كسر المسافة مع الجمهور وجمع الاقتصاد بالثقافة سياحة المزارع في حلب.. استثمار في الطبيعة الاقتصاد غير المرئي.. شبكة موازية لفعاليات المعرض الشباب السوري وتعزيز المبادرات التطوعية التنموية والدعم الإنساني من الطين إلى الفن.. صناعة الفخار بين الماضي والمستقبل تصدير 600 ألف برميل من النفط السوري يعزز الحضور في الأسواق العالمية وزير الاقتصاد في لقاء حواري: تعزيز الإنتاج وخلق فرص العمل في سوريا دعم الابتكار والشباب.. جولة اطلاعية لوزير الاقتصاد في معرض دمشق الدولي خطة لترميم مدارس درعا تأهيل شوارع بصرى الشام لتعزيز العلاقات.. إيطاليا تعيد افتتاح قسم التعاون في سفارتها بدمشق 200 خط هاتفي  بانتظار التجهيزات في مقسم السليمانية تقديرات بإنتاج 33 ألف طن رمان في درعا سوريا تعرب عن تضامنها مع أفغانستان وتعزِّي بضحايا الزلزال  مستشفى التوليد والأطفال في اللاذقية.. خطط طموحة لتعزيز جودة الخدمات الطبية رغم خطورته أثناء الحرائق.. الصنوبر الثمري يتصدر الواجهة في مشاتل طرطوس الحراجية