الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
يعد الجولان منطقة استراتيجية سورية هامة بالنسبة لأطماع الكيان الإسرائيلي، لذلك يركز حكامه على خطة توسيع الاستيطان فيه لفرض أمر واقع، وتعمد حكومة الكيان الإسرائيلي على خطة توسيع الاستيطان في الجولان المحتل حيث وضعت خطة عمل لذلك، ففي حزيران 2018، تم الكشف عن خطة تقدم بها ما يسمى حزب «كولانو» (برئاسة موشيه كحلون) لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل إلى 100 ألف مستوطن في غضون 10 سنوات، كجزء من الخطة.
و استمراراً لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل أعلن ما يسمى وزير القضاء في حكومة الكيان الجديدة (بينت لبيد) “جدعون ساعر” عن زيادة عدد المستوطنين وجاء ذلك بعد الإعلان عن تسويق 7000 وحدة سكنية لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل.
كما تزامن ذلك مع تحرك سياسي من قبل رئيس ما يسمى حزب “أمل جديد” ساعر ووزير “البناء والإسكان” زئيف إلكين وعضو الكنيست تسفي هاوزر وقيامهم بجولة استفزازية في الجولان السوري المحتل.
وخلال الجولة بحثوا خطة توسيع الاستيطان مع رؤساء مجالس مستوطنات الجولان، التي يقودها أعضاء من حزب ساعر، برفقة رئيس مجلس ما يسمى مستوطنة كتسرين حيث قاموا بزيارة الأحياء التي بنيت حديثًا، وفي الحي الذي تقرر فيه بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة، تم افتتاح المتنزه الجديد في تلك المنطقة.
ووفقًا للخطة، سيتم بناء حوالي أربعة آلاف وحدة استيطانية في السنوات القادمة في المناطق الريفية في الجولان المحتل، ومضاعفة عدد المستوطنين في تلك المناطق إلى ثمانية آلاف و400 وحدة استيطانية من أجل تكريس المستوطنات القائمة.
وجدد “ساعر” تمسك الكيان باحتلال الجولان وقال إن حزبه(أمل جديد) بادر إلى هذه الخطة، وهو يجمع الأموال لتوسيع الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين.
والمعروف أن ما يسمى حزب “أمل جديد” أدرج هذا البند في اتفاقيات الائتلاف لتشكيل الحكومة، كجزء من تغيير في الواقع على الأرض، وتغيير استراتيجي في الواقع لصالح كيان الاحتلال.
والجدير ذكره أن هذا الحزب انشقّ عن حزب الليكود عشية انتخابات الكنيست الــ 24 عام 2021، ويتزعمه جدعون ساعر والذي كان أحد أبرز قياديّي حزب الليكود، والمحسوب على جناحه اليميني، والمنافس الأقوى لبنيامين نتنياهو على زعامة الحزب قبل انشقاقه.
ويعارض الحزب حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، ويؤيد ضم ما يسمى المناطق ج ، كما أعلن تأييده لمؤامرة “صفقة القرن”، إلا أنه أوضح أنها إشكالية، كونها تعترف، في نهاية المطاف، بدولة فلسطينية في شروط محدّدة.
وحصد الحزب المنشق في أول انتخابات يشارك فيها 6 مقاعد في الكنيست في آذار الماضي.
وتتزامن الخطط الاستيطانية لكيان العدو الصهيوني في الجولان المحتل وفلسطين المحتلة مع الاعتداءات المتكررة له على السيادة السورية تعبيراً عن انزعاجه من خروج سورية من أزمتها منتصرة على الإرهاب ومشغليه حيث يعد كيان العدو أحد هؤلاء المشغلين المعروفين.
غير أن الكيان الصهيوني يدرك في قرارة نفسه أن كل إجراءاته باطلة ولن تستطيع أن تغير من الحقيقة القائمة والمعترف بها دولياً بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وهو سيعود إلى كنف الوطن الأم لا محالة طال الزمن أم قصر، فالشعب العربي السوري وجيشه البطل اللذان ألحقا الهزيمة بالمجموعات الإرهابية أدوات كيان الاحتلال الغاصب أكثر تصميماً على تحرير الجولان العربي السوري من الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة أهله المهجرين إليه، وما مقاومة أهلنا المتجذرين في مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية وبقية القرى للاحتلال بمختلف الوسائل رغم مضي أربعة وخمسين عاما على الاحتلال سوى دليل دامغ على أن الاحتلال سيزول وسيعود الجولان إلى وطنه الأم سورية.