في «الغزل» السعودي الإسرائيلي..!!

ثورة أون لاين:رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم
ينفد الصبر السعودي سريعاً، وتتلاشى تدريجياً قدرته على الانتظار، وقد تأخر موعد الحصاد الذي كانت تعوّل عليه مملكة بني سعود لتداري خيبتها، وبدأت بالكشف عن لوعات التوق للعلاقة مع الإسرائيلي على الطاولة

بعد أن لعبت على مدى العقود الماضية من تحتها، وظهر الغزل غير العذري مع إسرائيل، بعد أن كابدت ما كابدته !! وهو حبيس الأدراج والغرف المغلقة والممرات السرية والصفقات المشبوهة في السياسة والدبلوماسية.‏

اللهفة السعودية لإظهار الود والعلاقة مع إسرائيل، لا تتوقف عند الحديث عن الدفء المنتظر القادم، والتوليفة التي يتم تحضيرها لتكون التحالفات في نهاية المشروع الأميركي – الإسرائيلي – السعودي معلنة وصريحة، ونتاج إعادة تموضع في المنطقة، بل تشكل واحدة من الاشتراطات العلنية التي أملتها الحاجة الأميركية، وتمتد إلى جذور الأسباب الوظيفية التي تدفع بالسعودية إلى اللهاث وراء خلق ذرائع تبقي على تلك الأسباب قائمة، حتى لو انتهت صلاحية الإحداثيات التي أنتجتها خارطة سايكس بيكو.‏

قد تبدو المعطيات للوهلة الأولى غريبة وغير متناسقة في فصول تتابعها مع ما يجري على الأرض، لكنها حين توضع في سياق الدور الوظيفي والثمن المطلوب كي تبقى السعودية على لائحة المصالح الأميركية، وكأحد أدواتها الضاربة في التناغم مع بقايا مشروعها وحساباتها المتنقلة من كتف إلى كتف والمتحركة وفق الظروف، تختفي الغرابة وتتلاشى الزوائد المشوّهة التي تعتريها، وتتوافق مع نمط الاشتراطات الأميركية بحلتها الجديدة، ليصبح الإفصاح عن هذه العلاقة الممر الإجباري على قاعدة الحاجة لبناء تحالف, تكون السعودية وإسرائيل والإرهاب ثالوثه المسكوت عنه!!.‏

والأمر لا يحتاج إلى أحجية لفهم ماهية هذا التحالف الذي يشق طريقه عبر الإرهاب الممول سعودياً، في وقت لا تخفي إسرائيل إعجابها بتقنيات تنفيذه وقد حقق لها ما عجزت عنه على مدى عقود خلت، فيما الرعاية الأميركية تظل الغطاء الذي يستولد بالضرورة إدارة نقاط الاتفاق والاختلاف على حد سواء.‏

وهذا ليس استنتاجاً بقدر ما هو معطيات فيها ما يكفي من الأدلة والقرائن التي تستوفي شروط الإدانة الكاملة، التي مارست من خلالها السعودية دورها حتى النهاية، لكن حسابات حقل الإرهاب لم تتطابق مع حصاد بيدر السياسة التي وصلت إلى الحائط المسدود وراكمت من العثرات، وأوجدت جدراناً حالت دون التطابق الكامل في المقاربة مع الأميركي الذي لم يخف امتعاضه من السلوك السعودي غير القادر على تأمين مخارج تحفظ ماء وجه الأميركي!.‏

في ثالوث التحالف المعلن بين الإرهاب والسعودية وإسرائيل، لا يحتاج الأمر إلى شرح ولا إلى توضيح، في ظل تماهٍ سعودي وصل إلى حد التطابق مع الأهداف الإسرائيلية، وليتحول الغزل غير العذري إلى اعتراف علني وإشهار قانوني ووثائقي في جذر التحالف والاستنباط على أرضيته، لفهم دواعي الغفران الأميركي لكثير من الخطايا السعودية.‏

وحين تكون القضية تتعلق بصكوك الغفران يبدو الطريق الواصل نحو إسرائيل أكثر قرباً من مواكب الحج باتجاه واشنطن، وبالتالي فإن الاستعجال السعودي لا يعكس رغبة عملية في البوح بما يعتمل في النفس من مواجع العلاقة السرية, بقدر ما تقتضيه شروط القبول الإسرائيلي بالتشفع للسعودي لدى واشنطن ومنحه الفرص الإضافية, ليكون الحصاد الوفير في أعمال الإرهاب يوازي حسابات الحفاظ على الدور الوظيفي بصيغته الجديدة.‏

والإشهار السعودي هنا، ليس وليد الظرف الناشئ، ولا العلاقة القائمة في سراديب التآمر المتواصل، بقدر ما بات عنواناً يستفيض في الشرح: لماذا تستميت السعودية في دعم الإرهاب؟ ولماذا تبقى فوق المساءلة الدولية، والتعامي الغربي عنها ليس كرمى للمال السخي ولا لصفقات الأسلحة الوفيرة على محورية ذلك، بقدر ما هو استجابة لما تريده إسرائيل ونزول عند رغبتها.‏

كما أن فيه إجابة لماذا تقامر السعودية بوجودها السياسي؟ ولماذا يرهن «بني سعود» مستقبلهم حتى آخر لحظة؟ لكن الفارق أن الحسابات في الحقل التي خالفت مراراً وتكراراً حصاد البيدر وصلت إلى خواتيمها.‏

وفي النهايات الكبرى لا ينفع الغزل ولا يفيد الإشهار، ولا يغير اللهاث المحموم من الحقائق المتجددة، بقدر ما يعيد فتح الدفاتر القديمة ويقلّب المواجع في إعادة النظر حتى بالحسابات المغلقة، ولا سيما حين ترتبط بالبارود المشتعل في المنطقة والمتنقل على ضفاف دولها وشعوبها.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري