الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
قال دينغ تشونغ لي، الجيولوجي ونائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني- أعلى هيئة تشريعية في الصين- إن المناخ السياسي في الولايات المتحدة يجعل المراقبين الصينيين متفائلين بحذر بشأن آفاق التعاون في مجال تغير المناخ بين بكين وواشنطن.
وأضاف دينغ، الذي شارك في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في عام 2009 : “أدلى زعماء من الصين والولايات المتحدة بتصريحات إيجابية بشأن التعاون في مجال تغير المناخ، ولكن إمكانية الحفاظ على هذه النيات الحسنة يظل اختباراً للسياسيين الأمريكيين”.
مع انعقاد مؤتمر COP 26 حول تغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، تمت مناقشة ظاهرة الاحتباس الحراري على نطاق واسع، ويتطلع الكثير من الناس إلى الصين والولايات المتحدة لقيادتها.
قال دينغ، وهو أيضاً عضو في الأكاديمية الصينية للعلوم، لصحيفة تشاينا ديلي: “إن الشراكة بين الصين والولايات المتحدة هي المفتاح لحل معظم مشكلات العالم” ، وهذا هو المنظور الذي نحتاج من خلاله إلى رؤية التغير المناخي.
وأضاف أن البلدين لديهما آفاق واسعة ومتنوعة من التقنيات لمعالجة تغير المناخ، وأن الشراكة بينهما هي أيضاً مفتاح للتنمية السلمية في العالم.
وأضاف دينغ: “شدَّد الرئيس شي جين بينغ على أهمية التعاون بين الصين والولايات المتحدة، وتغير المناخ ليس استثناءً، فقد أظهر السياسيون من الجانبين نيات إيجابية تجاه هذه المسألة”.
ومع ذلك حذر من أن مثل هذه الشراكة لايمكن أن تؤخذ على أنها أمر مسلم به، وقال إن “الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة لا يفضي إلى المنفعة المتبادلة والتعايش”، معلقاً على استراتيجية “المنافسة والتعاون والمواجهة” التي تتبناها إدارة بايدن في سياساتها تجاه الصين: “لقد هددت الولايات المتحدة بالفعل بالفصل في مجالات مثل التطور التكنولوجي، ومن الصعب القول ما إذا كان هذا قد يمتد إلى المجالات المتعلقة بالمناخ في المستقبل.”
كما أشار “دينغ ” إلى عدم اليقين الناجم عن السياسة الداخلية للولايات المتحدة، ما يسلط الضوء على سجل البلاد في التعاون الدولي في مجال المناخ.
أما من المنظور التاريخي، فقد أكد “دينغ” أن انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من اتفاقية باريس ليس التحول الوحيد الذي قامت به الولايات المتحدة بشأن تغير المناخ، فقبل تسعة عشر عاماً أعلن الرئيس السابق جورج دبليو بوش أن بلاده لن تنفذ بروتوكول كيوتو لعام 1997، وهي المعاهدة التي وقعها سلفه بيل كلينتون قبل ذلك بثلاث سنوات.
وقال دينغ: “إن مراجعة سجل الولايات المتحدة بشأن تغير المناخ تظهر شيئاً واحداً على الأقل، وهو أن الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد لم يتوصلا إلى توافق بشأن هذه القضية العالمية الهامة”.
كانت إدارة ترامب متشككة للغاية بشأن علوم المناخ، وأخذت هذه الشكوك إلى حدها المنطقي بالانسحاب من اتفاقية باريس العام الماضي، وعكست إدارة بايدن القرار وعادت للانضمام إليها هذا العام.
وبالنظر إلى ما وراء الصين والولايات المتحدة شدَّد “دينغ “على أهمية قيام الدول المتقدمة والدول النامية بتعزيز التعاون بشأن تغير المناخ.
وقال “يتعين على الدول المتقدمة أن تفي بوعودها، وأن تشارك تقنيتها بنشاط، وتقدم مساعدات مالية للدول النامية، حتى تتمكن هذه الدول من وضع نقطة انطلاق أعلى للتنمية الخضراء”.
المصدر:
China Daily