الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
على خريطة مشوهة للغاية للكونغرس، أضاف الحزب الجمهوري ما يكفي من مناطق لأجل إعادة تقسيم الدوائر لصالحه. رودجر سميثرمان، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية ألاباما، قال في جلسة خاصة حول إعادة تقسيم الدوائر هذا الشهر: لقد دعم الجمهوريون في الولاية دوائر الكونغرس التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري.
وتحاول خريطة الكونغرس سريعة التشكيل، إعادة رسم الدوائر هذا العام، وهي الخريطة الأكثر تطرفاً وانقساماً، وتعكس الهندسة السياسية الأمريكية، حيث يتحرك المشرِّعون في العديد من الأماكن بقوة لتعزيز هيمنتهم الحزبية.
ومن المرجح أن يؤدي تدفق التلاعب في الدوائر الانتخابية، الذي قام به كلا الحزبين وكان في الغالب من قبل الجمهوريين، إلى ترك البلاد أكثر انقساماً من خلال المزيد من التآكل في الانتخابات التنافسية.. الأمر الذي جعل الممثلين عن الأحزاب أكثر تعصباً لقاعدة حزبهم، في الوقت نفسه، فإن اليد العليا كانت للجمهوريين في عملية إعادة تقسيم الدوائر، جنباً إلى جنب مع انخفاض معدلات الموافقة على خطط الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي.
لقد تزود الحزب الجمهوري بما يمكن أن يكون ميزة لا يمكن التغلب عليها تقريباً في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 والعقد القادم من سباقات مجلس النواب.
يقول النائب توم إمير من مينيسوتا، رئيس لجنة حملة الجمهوريين في مجلس النواب: “تم رفع الأرضية بالنسبة للجمهوريين”، في الواقع الجمهوريون يحصلون على مناطق أقوى”.
وتعمل خرائط الكونغرس، ربما أكثر من أي وقت مضى كمؤشر لأي حزب سيسيطر على مجلس النواب، حيث يشغل الديموقراطيون الآن 221 مقعداً مقابل 213.
وفي الولايات الاثنتي عشرة التي أكملت عملية رسم الخرائط، اكتسب الجمهوريون ميزة بالنسبة للمقاعد في أيوا وكارولينا الشمالية وتكساس ومونتانا، وفقد الديمقراطيون الأفضلية بمناطق في نورث كارولينا وأيوا.
يقول ماكل لي، خبير إعادة تقسيم الدوائر في مركز برينان للعدالة: “إنهم حقاً يتأذون في المنافسة”.. “طريق العودة إلى الأغلبية بالنسبة للديمقراطيين إذا خسروا في عام 2022 يجب أن يمر عبر ولايات مثل تكساس، وهم فقط يأخذون ذلك من على الطاولة”.
حيث تناقصت المنافسة في سباقات البيت الأبيض لسنوات في عام 2020، واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن 61 فقط من أصل 435 في انتخابات مجلس النواب ليست سباقاً سياسياً بل “ساحة معركة، والاتجاه الأكثر وضوحاً هو في أماكن مثل تكساس، حيث كان هناك 14 دائرة للكونغرس في عام 2020 كان لها تصويت رئاسي تم فصله بنسبة 10 نقاط مئوية أو أقل مع خرائط الولاية الجديدة، ومن المتوقع أن يتم تحديد ثلاث خرائط فقط بهامش مماثل.
وفي معظم الولايات، يتم التحكم في رسم الخرائط من قبل المشرعين في الولاية، حيث يلجؤون في كثير من الأحيان إلى التلاعب في الدوائر الانتخابية. ويسيطر الجمهوريون على عملية إعادة تقسيم الدوائر في الولايات التي تمثل 187 مقعداً في الكونغرس، مقارنة بـ 75 فقط للديمقراطيين.
ويتم تنفيذ التلاعب في حدود الدوائر بعدة طرق، ولكن الشكلين الأكثر شيوعاً هما “التكسير” و “التعبئة”، التكسير هو عندما ينشر صانعو الخرائط مجموعة من نوع معين من الناخبين- على سبيل المثال، أولئك المنتسبون إلى الحزب المعارض- بين عدة مناطق لتخفيف أصواتهم، يتم التعبئة عندما يتم حشر أعضاء مجموعة ديموغرافية، مثل الناخبين السود، أو الناخبين في الحزب السياسي المعارض، في أقل عدد ممكن من الدوائر.
هذا وتم التلاعب بالخرائط الحالية بشكل كبير من قبل الجمهوريين في مجلس الولاية بعد موجة انتخابات الحزب الجمهوري، وفي تصعيد سريع لحروب رسم الخرائط في الكونغرس هذا العام، وقد بدأ كلا الحزبين من خريطة شديدة الانحراف وسط بيئة سياسية محصلتها صفر، ويتوخى الجمهوريون الحذر بشأن القيام بفورة انتصار مبكرة في حالة تغير المزاج السياسي للبلاد مرة أخرى خلال العام المقبل، حيث يعتقد الديمقراطيون أنه مع الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب ستكون هناك معركة شاقة، بالرغم من أن لديهم فرصة أقوى للحفاظ على السيطرة في مجلس الشيوخ، حيث كسرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس حالياً التعادل 50-50.
كما يجادل الجمهوريون بأنه يمكن أن تحسم العديد من دوائر مجلس النواب المتنافسة حديثاً لصالحهم، إذا ظلت معدلات تأييد بايدن في حالة ركود، أو بالأحرى في تناقص ملحوظ، في حين أن الديموقراطيين الذين ليس لديهم الكثير من التباهي ببايدن، يتهمون الجمهوريين بالخوف من إجراء انتخابات تنافسية.
بقلم: ريد جيه ابستين