الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
شكلت حرب المعلومات المضللة والحملات الدعائية المغرضة التي تمولها قوى غربية وإقليمية مختلفة أحد أبرز جوانب الحرب القذرة التي استهدفت وتستهدف سورية لما لعبته تلك الحرب في الترويج لأهداف القوى المعادية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها ومشغليهم، واختراع غطاء سياسي وإنساني لها.
وأدت وسائل إعلام غربية وإقليمية دوراً أساسياً في الحرب الإرهابية على سورية منذ العام 2011، إذ عملت على حرف الحقائق وغسل دماغ المتابعين من الرأي العام العالمي والإقليمي والمحلي.
حيث سعت هذه الوسائل الأمريكية والغربية ومنها وسائل عربية مرتبطة بالغرب إلى شن حملات إعلامية منقطعة النظير في تاريخ الحروب، ولعبت دوراً كبيراً في تلفيق الأخبار واستهداف المواطن السوري بحرب نفسية سخرت لأجلها مئات الوسائل الإعلامية الضخمة على مستوى الشركات العملاقة من حيث التقنيات ورأس المال.
وقد كشفت وثائق مسربة نشرها موقع غراي زون الأمريكي في وقت سابق أن شركات تعاقدت مع قوى ودول غربية وعملت على مدى سنوات طويلة على تشكيل وتهيئة وتحضير تنظيمات إرهابية تحت مسمى “المعارضة” وكانت في كل مرحلة من المراحل مسؤولة عن التسويق لها وخلق صورة مزيفة عنها في أعين المتابع الغربي، إضافة إلى اختراع الشعارات وفبركة القصص والصور، والتحضير لمقابلاتها في وسائل الإعلام الأجنبية.
الدور البريطاني كان الأبرز في إدارة الدور المشبوه في هذه الحرب الإعلامية القذرة للغرب، وهو ما تم تداوله وكشفه عبر الصحافة الاستقصائية البريطانية، إلا أن هذا الدور مرتبط أيضا بتنسيق مع الأمريكي ووكالات أنبائه الكبرى لتتحول وسائل الإعلام هذه لمنصات عدائية تشرف على إدارتها المخابرات العالمية التي هي أساساً من تدير العدوان على الدولة السورية بكل أدواته الإرهابية.
موقع “ذا كناري” الإخباري البريطاني كشف عام 2016 تورط بريطانيا وإعلامها بتلميع صورة الإرهابيين في سورية، وتقديمهم للرأي العام على أنهم “معارضة معتدلة”، كما حذرت عضو الكونغرس الأمريكي السابقة تولسي غابارد العام الماضي من إخفاء وسائل الإعلام الأمريكية للحقائق وتغطيتها على التنظيمات الإرهابية بما فيها “القاعدة”.
وعملت هذه الأدوات الإعلامية على استهداف منجزات الدولة السورية والجيش العربي السوري محاولة التقليل من أهمية منجزات هذه الأعوام التي شكل القضاء على الإرهاب الدولي وتحرير مساحات واسعة من الجغرافية السورية من براثنه وانحصاره في بلدات ومدن معينة واجهته الأساسية.
ومع كل انتصار تحققه الدولة السورية في ملف من ملفات العدوان عليها تسارع هذه الماكينات الإعلامية الغربية لتضليل الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي أيضا الذي يعتبر أهم المستهدفين، مستخدمة عناوين جذابة للرأي العام منها الملف الإنساني والملف الكيماوي، ولن يكون آخر هذه الملفات الملف الاقتصادي من بوابة تشديد مفاعيل العقوبات الغربية الجائرة لما له من أهمية كبيرة في حياة المواطن السوري، مستغلة آلام هذا الشعب المنتصر بصموده وتضحياته.
لقد مارس الغرب النفاق الإعلامي في مختلف القضايا التي تتعلق بالأزمة والحرب الإرهابية على سورية وخصوصاً القضايا الإنسانية والمتعلقة بالمهجرين نتيجة الإرهاب والعدوان والاحتلال، وكذلك بمسألة الكيماوي والسيناريوهات الغربية حول منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية.
وقد خصص الغرب للحرب الإعلامية على سورية من التمويل ما يوازي الحرب العسكرية.
وما خاضته سورية في موضوع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وغيرها من القضايا الإنسانية وغيرها أثبت أن الإعلام السوري قادر على مواجهة الإعلام الغربي المضلل، ما يتطلب تخصيص ميزانيات سخية وطنية للإعلام من أجل مواجهة الحرب، لأننا اليوم أمام حرب إعلامية هدفها تغيير الواقع السياسي والجغرافي لسورية والمنطقة.
وما جرى من تضليل إعلامي غربي دفع لأجله المليارات من الدولارات لقتل الشعب السوري، وتدمير منجزاته دليل على تقاطع الحربين العسكرية والإعلامية، ولكن كما انتصر جيشنا الباسل في الميدان على الإرهاب ستنتصر سورية على أعدائها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وسينتصر إعلامنا الوطني الصادق في تصديه لحرب التضليل.
