أساليب التعليم.. بين خبرة المعلم وقدرة الطالب

الثورة أون لاين – حسين صقر:

لأساليب التعليم وطرائقه دور كبير ومهم في وصول المعلومة إلى ذهن الطالب، حيث هناك أساليب منفرة تجعل ذلك الطالب محجماً عن الذهاب إلى المدرسة، وأخرى تدفعه للمثابرة والمتابعة وتحببه في المادة والمعلم أو المدرس على حد سواء.
وفي الحقيقة يفتقد البعض من المدرسين الأسلوب المميز والذي يحبب الطالب بالمادة، ما يجعل الأخير متململاً حزيناً وقد يصل به الأمر عندما يدخل إلى الحصة الدرسية وكأنه يُساق إليها عنوة.
في المقلب الآخر هناك مدرسون، لا يحببون بالمادة وحسب، بل بمدرسها أيضاً، ما يجعل الطالب مقبلاً بكل حيوية ونشاط للحضور والمشاركة في الحل والأنشطة الصفية، لأن هذا المدرس جاء إلى الشعبة وهو مصمم على أن يحصل الجميع من طلابه دون استثناء على العلامة الكاملة التي تؤهلهم لدخول الفروع العليا، أو التي يرغبونها، والتي قد تتعلق بتلك المادة أو تكون قريبة منها.

8.jpg
أحد المدرسين لمادة الرياضيات قال: عندما أطرح سؤالاً على الطلاب، فجأة أرى الكثير من الأيادي التي ارتفعت، وأختار منهم من يجيب، بعد التركيز على من يشارك لأول مرة، أو تكون مشاركتهم قليلة، أستمع للإجابة، فإذا شعرت أنها ستكون خاطئة أساعده على الحل من باب التشجيع، وأثني عليه، وإذا كانت صحيحة بالفعل أكثر من ذلك الثناء، وقد يصل الأمر لمكافأته، ثم أطرح السؤال بطريقة أخرى، وأعصف أذهاناً أخرى، حتى تتكامل الإجابات وتتقاطع مع بعضها، وهو ما يفسح المجال لاستبيان المؤيد لتلك الإجابة أو المعارض لها مع التعليل، وبهذا أُخلق جواً أسروياً يجعل الطلاب جميعهم وكأنهم عائلة واحدة.
وقالت مدرسّة أخرى تعطي مادة العلوم: غالباً ما أعتمد على الأسئلة التي تطرح من الطلاب، لأوجهها لزملائهم، ولا أعتمد على أسئلتي، لأن الطالب الذي يوجه سؤالاً ذكياً يدل على أنه قد هضم الدرس وأحاط بتفاصيله، ولهذا عندما يطرح أحدهم سؤالاً أثني على طريقته بالطرح، وأمدحه على سؤاله بالقول: إنه سؤال مهم، ولاسيما إذا كان هو كذلك فعلاً، أما إذا كان سؤالاً بسيطاً أحاول التدخل بصيغة السؤال كي يشعر الطالب بأنه لفت إلى موضوع مهم، لأن السؤال الذكي بالتأكيد يؤدي إلى الجواب المراد سماعه، وقد أكرر أن هذا السؤال بالفعل مهم، ومازلت أنتظر أحداً من الطلاب لطرحه.
ورداً على سؤال فيما إذا سادت الفوضى في الحصة، وبدأ المدرس يفقد السيطرة على الطلاب، أجابت بأنها على الفور تعلن عن اختبار سريع سوف تدخل علامته بدرجة الأعمال التي ستؤدي بالنتيجة إلى المحصلة النهائية، وكررت تلك التجربة لأكثر من مرة، وبالفعل حصدت نتائج جيدة، أدت إلى التزام هؤلاء بالدرس والإصغاء، وعدم تكرار الأمر لأن بعضهم لم يكن جاهزاً لذلك الاختبار المفاجئ.

9.jpg
وأضافت أيضاً هناك أسلوب آخر عندما تسود تلك الفوضى، أتوقف عن الحديث للحظة حتى يسود الصمت، وأنظر إلى الوجوه، وأقول: أحترمكم جميعاً وأحبكم، وأنتظر حصتي في هذه القاعة بفارغ الصبر كي ألتقيكم، يصغي هؤلاء بكل رحابة صدر وود، وأرى الفرحة في وجوههم، ثم أتابع الشرح وهم منصتون.
وأضافت إنه من الضروري عدم محاسبة من يتسبب بالفوضى أمام زملائه، وتأجيل المحاسبة حتى يكون بمفرده، لأن المدرس لايضمن ردة فعل الطالب من ناحية، حيث يمكن أن يرد تلك الإهانة، ومن ناحية أخرى حفاظاً على مشاعره أمام هؤلاء الزملاء، موضحة أنه لأسلوب التعامل مع الطالب الفوضوي أو المتكاسل الذي لايتابع واجباته كغيره خصوصية يجب الانتباه إليها، لأنك قد تجده شخصاً مختلفاً في حال كانت المحاسبة على انفراد وليست أمام الزملاء الذين سوف يتولد لديه شعور بالتحدي أمامهم.
وحول التعامل مع طلاب يتأخرون عن الحصة، أجاب مدرس لمادة اللغة العربية: عندما يحدث ذلك، لا أُشعر ذلك الطالب بأن مافاته كثير، وأقول سأوجز ما فات زميلكم بسرعة وهو ليس صعباً، وقد ألفت نظره بكلمة لأجعله منسجماً أو متماهياً مع الدرس، وهذا بالتأكيد يبدد الخوف من قلوب البقية ويدفعهم للالتزام ولاسيما إذا كانوا ممن يقدرون الفعل الحسن.
ويؤكد تربويون آخرون أن المعلم يبذل الكثير من الجهود في سبيل توصيل المعلومات بشكل متسق للطلاب، واليوم يتبع الكثير من أساليب التعليم الحديثة، والتي تعتمد على التفاعل بين المعلم وطلابه، ولاسيما بعد أن انتهت عملية التعليم التلقيني والذي يقوم على متحدث ومستمع، أي عدم اتباع أسلوب التعليم التبادلي، بحيث يقوم المعلم بأخذ دور أحد الطلاب، ويقوم الطالب بدور المعلم فيحضّر أحدهم الدرس ويقوم بإعطائه، وهو مايفيد بتقوية شخصية الطالب وإعطائه فرصة لأن يكون في مكان آخر غير مكانه مستقبلاً.

 

آخر الأخبار
الطرقات السورية مسرحٌ للموت اليومي..حوادث المرور تتحوّل إلى أزمة مجتمعية خانقة ليث البلعوس: دعوات الحوار في السويداء تواجه التهديد.. ولا وصاية خارجية على الجبل بحث تحسين الواقع الخدمي والإداري في «إزرع» وزير المالية: إعفاءات كاملة للمكلفين من غرامات ضبوط التهرب الضريبي د. "عبد القادر الحصرية"..تعليمات البيوع العقارية ..تعفي المشتري من  إيداع  50 بالمئة للعقار تكريم 150 طالباً من المعاهد التقنية بحلب أنهوا برنامج التدريب العملي الصيفي في منشآت الشيخ نجار الصن... حرصاً على المال العام.. نقل الأموال المخصصة للرواتب في السويداء إلى فرع ثانٍ مصادرة أسلحة وذخائر في بلدات اللجاة بدرعا يحدث في الرقة.. تهجير قسري للسكان المحليين واستيلاء ممنهج على أملاك الدولة  نمو متسارع وجهود مؤسسية ترسم مستقبل الاستثمار في "حسياء الصناعية"  محافظ درعا يبحث مع رجل الأعمال قداح واقع الخدمات واحتياجات المحافظة مصادرة كمية من الفحم الحراجي في حلب لعدم استيفائها الشروط النظامية للنقل معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقب... الفضة ملاذ آمن على الجيوب والأونصة تسجل ٦٠ دولاراً دخول قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء خالد أبو دي  لـ " الثورة ": 10 ساعات وصل كهرباء.. لكن بأسعار جديدة  "النفط" : أداء تصاعدي بعد تشغيل خطوط متوقفة منذ عقود.. وتصدير النفتا المهدرجة الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة سورية وانخفاض جزئي لسعر الصرف في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني