“أستانا”.. الاحتلال والإرهاب العقبة

 

صيغة “أستانا” تشكل آلية حوار مهمة على مسار الحل السياسي، وهي من الناحية النظرية خطوة إيجابية تساهم في إيجاد حل دائم ينهي معاناة السوريين من جراء الحرب الإرهابية، ولكن المشكلة المستعصية حتى الآن تكمن في مسألة التطبيق العملي والفعلي للمخرجات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات الماضية، فحتى الآن لم تتم ترجمة تلك المخرجات على أرض الواقع، بسبب عدم التزام النظام التركي بتنفيذ وعوده، وانقلابه المستمر على مخرجات كل جولة حوار.

اليوم بدأت أعمال الاجتماع الدولي السابع عشر لصيغة أستانا في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، ومن المهم جداً أن يتم خلال هذه الجولة تحديد الطرف المعرقل والمعطل، والرافض لتطبيق البنود التي يتم التوافق عليها، وهو الطرف التركي، فمن شأن ذلك الدفع نحو العمل لإيجاد آليات رادعة تلزمه تنفيذ ما يجب عليه من التزامات عسكرية وقانونية وأخلاقية، بما يساهم في تسريع عملية تظهير الحل السياسي، فلو كان نظام أردوغان قد نفذ التزاماته بموجب مخرجات جولات الحوار السابقة، لكانت الأزمة بحكم المنتهية اليوم، ولكن ما يتضح من خلال التجارب السابقة، فإن ضامن الإرهابيين التركي ليس في وارده التخلي عن أطماعه التوسعية، هو يلهث وراء إبقاء إدلب بؤرة دائمة لإرهابيي “النصرة”، وما زال مصراً إلى جانب مشغله الأميركي على مواصلة تفخيخ المسار السياسي، ودفع الأمور نحو التأجيج، وإطالة أمد الأزمة لمحاولة تكريس وجودهما الاحتلالي.

كل البيانات الختامية لاجتماعات “أستانا” السابقة، أكدت ضرورة الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، واستمرار التعاون حتى القضاء نهائياً على الإرهاب، ولكن نظام أردوغان لم يلتزم بمضمون تلك البيانات، وكذلك يفعل المحتل الأميركي، فهو حتى وإن كان خارج مسار “أستانا”، ولكنه معني بكل مخرجاتها، فهو من يحرك الضامن التركي، وكلاهما، ما زالا يحتلان أجزاء من الأرض السورية، ويواصلان دعم ما تبقى من تنظيمات إرهابية، ويمعنان بسرقة ثروات السوريين، وهذا انتهاك سافر لكل التفاهمات السابقة التي نصت عليها اجتماعات “أستانا وسوتشي وجنيف” وغيرها، وهو أيضاً خرق واضح لكل القوانين والمواثيق الدولية التي نصت عليها الأمم المتحدة.

القضاء النهائي على الإرهاب هو المدخل الرئيسي لأي عملية سياسية، فلا معنى لأي حل سياسي في ظل استمرار وجود إرهابيي” النصرة” في إدلب بقيادة الضامن التركي، كذلك فإن استمرار وجود الاحتلالين التركي والأميركي يمثل بدوره خطراً كبيراً على العملية السياسية، لما يشكله هذان المحتلان من عائق أساسي أمام الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة الأمان والاستقرار إلى كامل ربوع أراضيها، وهذا ما يجب أن تنوه إليه بكل وضوح مخرجات جولة “أستانا” بنسختها السابعة عشرة.

من نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
وزير المالية: إيقاف تراخيص شركات التأمين والتمويل العقاري لمراجعة شاملة محليات معرض دمشق الدولي يستقبل أولى الوفود الرسمية والعربية خطوة نوعية طال انتظارها.. قرار التربية بعودة الكوادر المفصولة إلى أعمالها سوريا وبريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي دمشق في معرضها ال٦٢ تفتح نوافذها الاقتصادية للشراكات والاستثمارات "موتكس خان الحرير 2025".. بين الفرصة والتحدي من مرفأ طرطوس.. تحميل باخرة بنحو 7 آلاف رأس من الغنم إلى السعودية "سيريانا الخير" تقدم مساعدات طبية لمستشفى إزرع الوطني متابعة حملة "أبشري حوران" في الصنمين عبد القادر طحان: من سوريا نصدّر المستقبل "الدفاع المدني" يشارك في المؤتمر العربي للحماية المدنية في بغداد معرض دمشق الدولي.. البوابة الجديدة لسوريا اقتصادياً ولإعادة الإعمار وزير الاقتصاد يستقبل نظيره التركي للمشاركة في فعاليات المعرض معرض دمشق الدولي.. لقاء المحلي والعالمي وعيون على استثمارات واتفاقيات سوريا والبنك الدولي يبحثان التعاون في مجالات التنمية وإعادة الإعمار "سامز" تعزز قدرات الكوادر الطبية في دير الزور عودة الألق للمرافئ وقطاع النقل البحري الاقتصاد الرقمي وتعزيز الكفاءة الإنتاجية.. في جامعة اللاذقية مكتب تكسي في كراج البولمان والكراج الشرقي في اللاذقية مناشدات بالتدخل للحفاظ عليها.. الجفاف وغلاء الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية بدرعا