على مرمى الصبر كانت أعين المنتظرين ليس لرؤية مباراة كرة قدم أو مسرحية جديدة، ولا لدخول صالة سينما بعد غياب طويل، فبعد انفراج ازمة الأرتال والمسافات الطويلة على محطات الوقود، و انفراج أسارير الطرقات العامة من عبء الازدحام نوعا ما، عاد الوجع بطريقة اخرى ليستوطن في النفوس، بعد أن ملٌت السنة الناس من الشكوى والمطالبة بتحسين ماتيسر من ساعات انقطاع الكهرباء التي باتت حلما متقطعا خلال اليوم، حتى غدت ساعة الوصل الواحدة من أصل ثلاث وعشرين ساعة قطع صعبة الحضور بشكل كامل ..
إننا لا نبالغ في هذا الجانب هي الحقيقة ،وهو الواقع المر الذي اجبرنا عليه وعلى تقبل ظلمته لأسباب مختلفة معروفة .
ان الجهات المعنية لاتألو جهدا وهي تعمل في ظل حصار جائر لا مثيل له لتأمين حاجة البلد من المحروقات.
ونحن المطلوب منا مواكبة ومتابعة كل شيء في الوقت الذي لا يتوفر اي شيء من مستلزمات وأدوات العمل ..
ففي ايام العطل يحتاج شحن الموبايل لوحده على سبيل المثال لا الحصر يوما كاملا ليكتمل شحنه لعدم انتظام موعد مجيء الكهرباء أو ثباتها ضمن فترة الوصل، فبين الومضة والومضة تغيب الحرارة لدقائق طويلة ويتلعثم اللسان وهو يلهج بعبارات “إلى متى هذه الحالة “.
المسببات المجرمة واللااخلاقية للحرب العدوانية على سورية نعرفها جيدا وقد أدت تداعياتها إلى كوارث حقيقة على قطاع الطاقة وكل القطاعات دون استثناء ..
إلاٌ أنٌ التقنين الجائر في العديد من المناطق لم يعد مقبولا أو محتملا ،فهل الأمر يتعلق بسوء إدارة العاملين القائمين والمشرفين على محطات التحويل، بعدما سمعنا عن قلة أمانة بعض ضعاف النفوس، وان هناك خيارا وفقوسا بعدد ساعات الوصل حتى ضمن المنطقة والجغرافية الواحدة ريفا او مدينة حسب المصلحة والمنفعة الشخصية ممن هانت عليهم كرامتهم .
إنه مجرد سؤال يطرح نفسه على أصحاب الضمير ممن هم في موقع المسؤولية والأمانة الوطنية والأخلاقية
عين المجتمع – غصون سليمان: