الثورة – وكالات:
دعت منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى ضرورة تعزيز عمل المنظمة ضد الإرهاب، وأشادت بالمستوى العالي من التفاهم المتبادل بين دول المنظمة في حل الوضع في كازاخستان.
وأكد رئيس بيلاروس ألكسندر لو كاشينكو على ضرورة تعزيز وبناء إمكانيات قوات حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي من أجل مواجهة التحديات في المستقبل.
ونقلت” روسيا اليوم” عن لوكاشينكو قوله في قمة زعماء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي أقيمت عبر الفيديو اليوم الاثنين، “إننا نواجه تحديات خطيرة في المستقبل، لذلك من الضروري تعزيز منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وبناء جميع مكوناتها بهدوء ومنهجية، ومن الهام جدا الحفاظ على كفاءة الإجراءات”.
وفيما يخص أحداث كازاخستان، أوضح لوكاشينكو أنه بناء على نشاط السياسيين الغربيين، “فإنهم يراقبون الوضع في كازاخستان عن كثب” وبحسب رأيه، فإن إدخال قوات حفظ السلام الجماعية “ينتهك خطط العملاء والمنفذين للصراع المثار.. هذا يؤكد مرة أخرى صحة قرارنا”.
وتابع لوكاشينكو قائلا: “أنا على يقين من أن جهودنا كان لها تأثير واقعي وأظهرت للعالم علاقات الحلفاء الوثيقة والكفاءة وإمكانيات المنظمة.
وأضاف لوكاشينكو: “غالبية المتظاهرين في كازاخستان هم مسلحون محترفون وإرهابيون. هذا اتجاه خطير للغاية. من نظمهم وقادهم، نحتاج إلى معرفة ذلك”.
بدوره لفت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال القمة إلى المستوى العالي من التفاهم المتبادل بين دول المنظمة في حل الوضع في كازاخستان.
كما لفت باشينيان في القمة إلى أن المهمة الرئيسية للمنظمة تتمثل في تعزيز آليات الاستجابة للأزمات، وقال: “ما زلنا نواجه أنواعا جديدة من التهديدات، والوضع الحالي في كازاخستان يثير القلق وبشكل خاص بسبب المعلومات عن تورط كيانات إرهابية دولية”.
وتابع قائلا:”نأمل أن تساعد الجهود المبذولة في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي الهادفة إلى مساعدة كازاخستان على استعادة الحياة الطبيعية للبلاد في أسرع وقت ممكن”.
من جهته حذر رئيس وزراء قيرغيزستان أكيلبيك زاباروف من خطر تنقل “الإرهابيين” عقب أحداث كازاخستان عبر الحدود داخل بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وأضاف زاباروف: “بعد أعمال الشغب في كازاخستان، حل عدد كبير من الأسلحة في أيدي الدوائر الإجرامية وعناصرها.. هناك خطر تحرك العناصر الإجرامية المتورطة في عمليات السطو والفظائع عبر الحدود”.
وشدد على أن الوضع الحالي يلزم دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ببذل جهود مشتركة لاستعادة الاستقرار ومنع الهجمات على المنشآت العسكرية الإدارية والاجتماعية في كازاخستان.
من جهته أكد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن أن الأحداث في كازاخستان تؤكد الحاجة إلى تعزيز الحرب المشتركة ضد الإرهاب.
وأشار إلى أنه نبه مرارا وحذر من وجود خلايا “نائمة” في بلدان المنظمة، داعيا دول المنظمة إلى وضع قائمة واحدة بالمنظمات الإرهابية المحظورة.
وأوضح رئيس طاجيكستان أن هناك أكثر من 40 معسكر تدريب إرهابي قرب حدود منظمة معاهدة الأمن الجماعي بينهم أكثر من 6 آلاف مسلح.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد خلال القمة بأن الهجوم على كازاخستان هو عمل عدواني وكان من الضروري الرد على ذلك دون تأخير، مشيرا إلى أن بعض القوى الخارجية والداخلية استغلت الوضع الاقتصادي في كازاخستان لتحقيق أغراضها.
وأكد أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تمكنت من اتخاذ إجراءات مهمة لمنع تدهور الأوضاع في كازاخستان، مشيرا إلى أن أحداث كازاخستان ليست المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة للتدخل الخارجي، مؤكدا أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أظهرت أنها لن تسمح بـ”ثورات ملونة”.
وفي سياق متصل قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن واشنطن لم يعد بإمكانها بعد مؤتمر الفيديو لقادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الاختباء وراء عدم فهمها للوضع بكازاخستان.
وفي برنامج بُث على قناة التلفزيون الروسية الأولى، قالت زاخاروفا: “يبدو لي أن (قادة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي) أجابوا على جميع الأسئلة التي كانت من قبل أو يمكن أن تظهر نظريا. مع أنه طبعا، كان من الغريب الاستماع، على سبيل المثال، من وزير خارجية الولايات المتحدة أو من المتحدث الرسمي باسم للبيت الأبيض إنهم لا يفهمون ما يجري في كازاخستان، ولا يفهمون لماذا اتخذت كازاخستان مثل هذه القرارات. إنه لأمر مدهش”، مضيفة في هذا الصدد قولها: “حسنا، يبدو لي الآن أنه لن يكون من الممكن الاختباء وراء الصياغة الخاصة بعدم فهمهم”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين قد صرّح يوم الأحد بأن الولايات المتحدة تطلب من كازاخستان توضيحا بشأن سبب قرار السلطات طلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي لتحقيق استقرار الوضع في البلاد.
يشار إلى أن كازاخستان قد شهدت منذ مطلع شهر كانون الثاني الحالي مظاهرات حاشدة رافقتها أعمال عنف وتخريب واسعة، حيث قام مسلحون بعدة محاولات لاقتحام المباني الإدارية ودوائر الشرطة، واندلعت اشتباكات مسلحة دامية واسعة بين قوات الأمن والمسلحين، أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة الآلاف، بما في ذلك في صفوف قوات الأمن.