بين الوعد الصادق وقلّة الحيلة تقوم المؤسسات الإعلامية ببناء جسور ثقة وتواصل وتوازن بين المسؤول والمواطن لإيضاح وتفسير وإيجاد حلول ناجعة في مستويات حياتية مختلفة يحتاجها المواطن ليستدلّ من خلالها على سبل معالجة التحديات المعقدة التي تعترض طريقه…
مضى عشر سنوات وبقي الإعلام خلالها المنبر والصوت والصدى والمقاوم ومازال يحاول أن يجد سبيلاً لنقل وتجسيد الواقع وسدّ الفراغ باستشراف وتحليلات لما هو منفلت من عمل بعض الحكومات المتعاقبة….
قدّم الإعلام تداعيات محتملة، وتعاطفاً مع حاجات الناس لعلّ رجع ندائها يعطي منبهات حقيقية لتستخدم في التذكير بمشكلات لا يمكن التغاضي عنها أو الاستسلام لقدرها…
الإعلام الوطني الحرّ ليس حاجة مؤقتة ولم يتعامل يوماً مع كلّ مايجري بهذا الفكر، بل مازال يقدّم رسالته التي عنوانها إدارة القضايا البسيطة مايقودنا إلى معالجة التحديات الكبيرة والمعقدة، وتسليم بعض مفاتيح الحلول لمن يريد الإمساك بزمام الأمور بوعد وعهد صادقين.
تجديد العهد والوعد والثقة بين المسؤول والمواطن ولعلّ الإعلام هو اللغة المشتركة بينهما خاصة وأن عدد الوسائل الرقمية الجديدة أخذت حيّزاً كبيراً من حياة الناس وتواصلهم بطرق مشوّهة ومغلوطة مع الأحداث الإعلامية وأفقدت الكثير من الثقة بين المواطن وحكومته…
مصداقية المحتوى الإعلامي والفائدة المرجوة من تلك المصداقية تعود بالنفع والخير على الحكومة والمواطن على حدّ سواء، الأول في إرساء قواعد عمله المهنية والتحقّق من مدى جدواها، والثاني الفائدة الملموسة التي تخصّ أي قرار أو عمل حكومي جدّي وبالتالي نفي الثقافة السطحية والغوص في عمق البحث والتقصّي العميق واستشراف المستقبل…
رؤية -هناء الدويري