بين زئبقية سياسية وجموح إرهابي وما بينهما من تفاصيل عربدة عدوانية وتمادٍ على القانون الدولي و زخم كبير من التضليل وأكاذيب حقوق الإنسان، يختصر المشهد الأميركي عناوينه، ليس في منطقتنا فحسب وإن كانت الأهم في أجندات أطماع واشنطن، بل على امتداد الرقعة الدولية التي تعبث الأصابع الأميركية في أزرار استقرارها وتحاول نزع صمام سلام شعوبها.
فواشنطن لا تسأم من الإرهاب وصفقات الموت والخراب ولا ينضب مخزون شرورها ولا شيء يشبع شبق إداراتها للسطو والتسلط والهيمنة وتمدد النفوذ على حساب دماء الشعوب وتدمير الدول، فبالعرف الأميركي كل المسالك الوحشية تفضي للغايات الدنيئة.
ولا تعويل على تقويم الإعوجاج الأميركي مع ملفات المنطقة ولا على تصويب نهج الغطرسة في التعاطي مع الملفات العالمية التي تسخنها واشنطن على جمر الرغبة بالهيمنة وفرض الإملاءات، ولا رهان أبداً على أن بايدن سيطفئ الحرائق المفتعلة، ولا نتوقع منه تبريداً لحرارة الغليان العدواني في منطقتنا التي رفعتها أميركا لتنضج طبخة أطماعها، أجل لن يحدث هذا، فأميركا لن تتوقف عن العبث التخريبي إلا مرغمة على جرّ ذيول الهزيمة.
فتكثيف الاحتلال الأميركي مناوراته وتدريباته العسكرية مع أدوات إرهابه من ميليشيات “قسد” وإرهابيي داعش سواء في محيط دير الزور أم في البادية السورية بقاعدة إرهاب واشنطن بالتنف، عدا أنها تفضح الأطماع الأميركية و توثق التواطؤ الغربي الأميركي مع الفصائل الإرهابية، فإنها تكشف مدى الذعر من تنامي المقاومة وتعاظم مفاعيلها، الأمر الذي صرح به السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي: ” التهديد يتزايد، من حيث التحديد والدقة.. وهجمات الطائرات المسيرة أصبحت دقيقة وقاتلة بشكل متزايد”.
بعيداً عن محاولة القفز الأميركي فوق ركام الاخفاقات والرهان العبثي على زيادة التحشيد والمناورات، فإن رسائل المقاومة الشعبية التي تنهمر على بؤر إرهاب واشنطن على الأراضي السورية تثبت جدواها الميدانية ولها في قادم الأيام فيصل الحسم وبلاغة البيان.
حدث وتعليق -لميس عودة