الثورة – صالح حميدي :
جوابا على أسئلة أعضاء مجلس الشعب قال المهندس عمرو سالم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال جلسة اليوم برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس أن الوزارة مضطرة لاعتماد عدد كبير من نقاط بيع الخبز قائلا: إن نوعية الخبز تحسنت كثيرا في المخابز العامة وهناك تفاوت في بعض الأفران نتيجة قدم بعض خطوط الإنتاج فيها، نتلافى هذه المشاكل تباعا.
سالم: جوابا على اتهام الحكومة بفقدان روح المبادرة في معالجة المشاكل الاقتصادية وخاصة مشكلة الحمضيات وانتظار التوجيه قائلا إن التوجيه يستتبعه تبعات مالية كبيرة جداً والتوجيه رفع من مستوى التدخل الحكومي لمستوى عال جدا في تأمين أسطول نقل تأمين سيارات وتمكين وزارة الدفاع من استجرار كميات كبيرة تدفع كلفها وزارة المالية نظراً لعدم ورود هذه الكلف في ميزانية الوزارة إضافة لإلغاء رسوم المعابر كل ذلك كان بحاجة لتوجيه ومن ضمن التوجيه أن تقود وزارة التجارة الداخلية هذه العملية.
سالم وصف التشجيع على الزراعات الاستوائية بالفزلكة العالمية والتشجيع لم يصدر عن الحكومة السورية بل عن بعض التجار والمنتفعين وتسببت بكارثة اقتصادية لبلدان اتبعت هذا النمط من الزراعة وأضاف أن هذه الأصناف ليست من ضمن المائدة السورية ولا يتناولها كل مواطن سوري وهي باهظة الثمن ومن يتناولها فقط لكونها تمنحه شعورا بأنه يتناول شيئا فخما.
سالم كشف عن نيته زيارة معامل عصير اللاذقية وهما معملان: معمل جود ومعمل اسماعيل يعملان بربع الطاقة الإنتاجية للوقوف على نقطة غائبة وحلقة مفقودة في آلية عمل هذه المعامل حيث هناك معامل في ريف دمشق تعمل على مكثفات تستجرها من معامل اللاذقية تدعي هذه المعامل من أن معامل اللاذقية لا تزودهم بهذه المكثفات في حين تشكواطمعامل اللاذقية من عدم القدرة على التصريف لها ونسعى للوقوف على طبيعة هذه المشكلة.
سالم كشف عن مشكلة تحويل المخابز الاحتياطية إلى مخابز عامة نتيجة قلة العمالة ونقص الكوادر والموظفين الدائمين مشيرا لمعاناة مؤسسات المخابز والسورية للتجارة والمطاحن والحبوب من نقص العمالة بنسبة تصل إلى 40%.
سالم أقر بوجود فساد في مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك الرقابية وأنه منع هذه المديريات من الاقتراب من التجار الصغار قائلا لهم بدنا الكبار إلا أننا واجهنا مشكلة قانونية في محاسبة وملاحقة التجار الكبار لكونهم يفصحون ويبرزون فواتير نظامية إلا أنهم سرا يبيعون بسعر أعلى منها وترفض حلقات التجارة الأخرى الإفصاح عن مصدر الفاتورة.
سالم كشف من جانب آخر ضمن آلية التسعير المتبعة في الوزارة عن مشكلة تجار اشتغلوا صح إلا أنهم وقعوا في فخ الجمارك عندما طلبت الوزارة منهم الحضور للوزارة وتحديد الكلف الحقيقية لمنتجاتهم بهدف تسعيرها ووضعوا كلفا مرتفعة حيث (دقت) الجمارك بهم بحسب تعبيره متهمين إياهم بوضع كلف أكبر لمنتجاتهم كي يحتفظوا بكميات أكبر من القطع الأجنبي في الخارج.
سالم وجوابا على منتقديه في مجلس الشعب قال لو جلست مكانكم لانتقدت نفسي إلا أنني أؤمن بنظرية خطوات صغيرة تتراكم وتعطي نتائج ناجحة بدلا من استراتيجيات كبيرة أضطر للتراجع عنها.
سالم قال جوابا على مطالب بإلغاء وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وجعلها مديرية من مديريات وزارة الاقتصاد أن وزارة التجارة الداخلية أكبر من وزارة الاقتصاد مضيفا كيف لوزارة الاقتصاد أن تتعامل مع مؤسسات كبيرة مثل مؤسسة المخابز والمطاحن والحبوب والسورية للتجارة وأردف فليأخذوا مديرية الأسعار \ويريحونا\ منها وإذا أردتم إلغاءها ” أضب أغراضي وأمشي “.
سالم برر ثبات سعر الليرة مقابل تحرك الأسعار باستمرار نحو الارتفاع إلى أن الأسعار في العالم ليست ثابتة وفي حالة ارتفاع مستمر قائلا إن أجور الكونتينر ارتفع من 2000 إلى 12 ألف دولار.
سالم طمأن إلى أن توريدات الغاز جيدة حاليا وأن الوضع باتجاه التحسن مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تفجر مشكلة الغاز في أوروبا أثر على توريدات الغاز لسورية.
أعضاء مجلس الشعب
أعضاء المجلس انتقدوا وضع رغيف الخبز وسوء إنتاجه وتدني مواصفاته ورفض البعض آلية توزيع الخبز والتوطين والمعتمدين وانتقدوا أسلوب عمل مديريات الرقابة التموينية والفساد المستشري فيها وكيفية ضبط أسعار السلع والمواد المستوردة .
أيمن بلال قال إن دور المراقبين بات محصورا في جمع الأتوات المالية والتفاوض عليها مع المحال التجارية ومنهم من يتلقى أتاوات شهرية ثابتة.
ثائر حسن قال بغياب الرقابة على الملابس والأدوات المنزلية بشكل كامل.
جويدة ثلجة اقترحت إلغاء الوزارة حيث أن غيابها أفضل من وجودها وأشارت للفساد المستشري في الوزارة رغم التغييرات الكبيرة للمسؤولين فيها إلا أن هذه الإجراءات باءت بالفشل وبات الفساد متعشش في مفاصل الوزارة وتساءلت عن معادلة ارتفاع الأسعار رغم ثبات سعر صرف الليرة حيث كان المسؤولون يعزون ارتفاعها قبل ذلك لارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي.
عاطف الزيبق اقترح بدوره اقتصار تسمية الوزارة بوزارة التجارة الداخلية فقط حيث لم يوفق كل من استلم مهام هذه الوزارة مطالبا بوقف الاختراعات الكثيرة في آليات توزيع الخبز.
خليل خليل قال بعدم وجود شيء اسمه وزارة التموين أو وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في كل بلدان العالم ويمكن تحويلها لمديرية في وزارة الاقتصاد.
ماري بيطار تساءلت كذلك عن كيفية تقييم السلع ووضع آليات التسعير.
زهير تيناوي قال إن الوزارة ربما نسيت دورها في الحفاظ على الأمن الغذائي وهناك فساد قابع في جميع مفاصلها ومنظومة فساد ترفض أن تتحرك أو تغادر مكانها.
منال الشيخ أمين اقترحت استبدال ضيافة القهوة والشاي في وزارات الدولة بتقديم عصير البرتقال لحل مشكلة تصريف الحمضيات وتوفير كميات كافية من الشاي والسكر للبطاقة العائلية حيث وصل سعر كيلو البن إلى 40 ألف ليرة.
مجيب الدندن طالب بإجابة واضحة حول الدعم النقدي الذي تحدث عنه رئيس الحكومة في حين تساءل عامر خليفة عن ماهية المواد التي تسعى الوزارة لإضافتها للبطاقة ودعا محمود بلال لعدم استثناء أي مواطن من الدعم مهما كانت الأسباب.
لقطات من نقاشات المجلس
عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة ذكرت عبارة التكرار يعلم الشطار قبل أن يتدخل صباغ ضاحكا أن هذا المثل مو هيك بس ما بدنا نحكي هون.
صباغ علق على مقترح استبدال القهوة بعصير البرتقال قائلا يالله تعا لحق” عصور عاد.. “وعلق مداعبا على عبارة الفواكه الاستوائية ووصفها بالفزلكة من قبل الوزير لازم تفرجينا نماذج من هذه الفاكهة ملمحا للرغبة بتذوقها.
صباغ تدخل تنويها وموضحا لعبارة وردت على لسان خليل خليل حين دعا للارتقاء بمناقشات المجلس لمستوى أعلى من طرح القضايا الحياتية اليومية حيث تدخل صباغ قائلا إن عمل ونقاشات المجلس راقية وأنه يرسم استراتيجيات ويحمل هموم المواطن وهو جهة تشريعية ترسم وتناقش سياسات الحكومة وأهدافها وأنه سلطة رقابية على أعمال الحكومة.