الثــورة:
تتحلل حجرة تشبه سفينة الفضاء تحت الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية في مياه البحر الأحمر.
الحجرة التي كان يأمل علماء وغواصون أن تكون مستوطنة للحياة البشرية تحت الماء، أصبحت بيتا لأسماك القرش.
وفي عام 1962، وعلى بعد 35 كيلومترًا من الساحل السوداني، جرى بناء مستوطنة “بريكونتيننت” البشرية الأولى في قاع البحر الأحمر.
ومن خلال بنائها، أراد المستكشف البحري جاك إيف كوستو إثبات أن الحياة البشرية ممكنة تحت الماء، ولفترات طويلة من الزمن، ليس في الغواصات المجهزة بكل شيء، ولكن في مبانٍ مستقرة في قاع البحر.
ولتمويل هذه التجربة، أقنع المستكشف الفرنسي، هيئة البترول الوطنية الفرنسية برعاية مشروعه البحثي.
وطور كوستو ثلاث قرى تحت الماء تم تركيبها في أجزاء مختلفة من محيطات العالم؛ لا يزال واحدة منها فقط مرئية حتى اليوم رغم تآكلها، وهي “بريكونتيننت” قرب الساحل السوداني.
فقد كانت المستوطنة تتكون من عدة كبسولات تعد اليوم عامل الجذب الرئيسي للغواصين الهواة.
وكانت الكبسولات تسمى ببيت نجم البحر، وتتضمن أماكن للنوم وغرفة للمعيشة وتناول الطعام ومرافق صحية وغرفة إعداد غطس، وعاش في القرية العديد من علماء البحار وكوستو وزوجته.
والقرية مكونة إجمالا من كبسولات عدة يمكن أن يعيش فيها ما يصل إلى ثمانية غواصين في وقت واحد.
وصف كوستو الهيكل والحياة اليومية في تلك القرية، في فيلمه عام 1964 “عالم بلا شمس”، وكان الهدف من البحث هو تمركز الطاقم لمدة أربعة أسابيع على عمق عشرة أمتار للتحقق من مدى جودة العيش تحت الماء واختبار وظيفة الأدوات المختلفة.
وجمع الباحثون أيضًا الأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى لدراستها.
وكان الطاقم يحصل على المؤن بشكل يومي عن طريق غواصة، وبالإضافة إلى ذلك، كان الطبيب يحضر بانتظام لإجراء الفحوصات الطبية للباحثين الذي بقوا في القرية شهرا كاملا.