الثورة – حسين صقر:
قبل أيام من استبعاد مئات آلاف الأسر من مظلة الدعم الحكومي، وعيون المواطنين مشدودة إلى تطبيق “وين”، لمعرفة مصائرهم، حيث ذكرني انتظار الأول من شباط ٢٠٢٢ بصدور نتائج الثانوية العامة، وصدمة البعض بالنتيجة، بين ناجح وراسب، وذي معدل قليل لا يؤهله لدخول الجامعة، كما ذكرني بانتظار المفاضلة بين أن يدخل الطالب الراغب بشق طريق مستقبله على العام أو الموازي.
فموضوع الدعم أثار إشكالية عند المواطن، كما أثار تساؤلات كثيرة، وبالمنطق وعند رب الأسرة، يقوم الأب عند توريث التركة أو القسمة بالمفاضلة بين أبنائه، حيث من كان وضعه المادي ضعيفاً يؤخذ ذلك بعين الاعتبار، من مبدأ أن صاحب الدخل الأقوى يمكن أن يساعد أخاه، ولهذا يجب ألا نستهجن هيكلة الدعم وإعادة توزيعه على مستحقيه الحقيقيين، ولكن ثمة حلول أخرى بيد الحكومة، وهي أن ترفع الدعم بشكل نهائي، وتوازن بين الأسعار والدخل الخاص بالأسر، وذلك بعد دراسة دقيقة ومتأنية، لأنه ما دام هناك سعران، فهناك ما يسمى ” بالسوق السوداء” في وقت تجد فيه الحكومة آلية لمن لا يمتلكون أي دخل، وليس لهم أي مصادر للمعيشة، فهناك الكثير من الأرامل والمطلقات والفتيات اللواتي لم يتزوجن وليس لهن معيل.
يظن البعض أن هناك وفراً مادياً سوف يتحقق من وراء رفع الدعم عن مئات الآلاف من الأسر والذي بلغ حسب الارقام ٥٧٦٠٠٠ ألف بطاقة، أي ما يعادل ١٥ بالمئة من قيمة الدعم، لتضاف تلك الأموال لدخل المواطن، متناسين أننا في حالة حرب وعقوبات غربية ظالمة مفروضة، وليست هناك أي وفورات، بل تقليل لحجم الخسائر التي تدفعها الحكومة لقاء الدعم عمن كان مشمولاً به.
لا تقلقوا لقد صدرت النتائج، ونحن اليوم في مرحلة تقديم الاعتراضات، والنتيجة ليس إعادة تصحيح الورقة، بل جمع العلامات، ما يعني أن فرص المستبعدين بإعادتهم إلى داخل مظلة الدعم قليلة،
وليعزي هؤلاء أنفسهم بدعم الحكومة بالتعليم والصحة والزراعة وما شابه، ريثما تتحسن الأوضاع، وتعاد دراسة موضوع الدعم من جديد.
ولكن مع موضوع تثبيت الدعم وإيصاله لمستحقيه، لا بد من تشديد المراقبة على المفاصل المكلفة بإيصاله، ولا سيما ما يخص رغيف الخبز الذي هو أصلاً من أساسيات المعيشة لدى محدودي الدخل، فغيرهم لا يأكل سوى الخبز السياحي والصمون ولا يهمه إن كانت الربطة بمئتي ليرة أو ألفي ليرة، ومن الضروري أن يبقى رغيف الخبز خطاً أحمر غير قابل للمساومة والتلاعب، فضلاً عن المواد والسلع الأخرى الخاصة بالتدفئة والطاقة وغيرها.