الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
ما زالَ الغيم يمرُّ و يكتبُ شعر مروره العابر ؟ و يُغيّبُ «مجدليات كلامها الواعد ؟.. و بوح قدريّة الزّهر الظامئ ؟.. و عناوين الشّوقُ إذ يشتاقُ و يسألُ من يُغيّب أسرار «غربتنا .. و غربتها « على طريق النُّور الحالم من يقول لقدريّة الألوان : لا نريدُ «وجع اللّون الغامق ؟ من يُغيّب قصائد الغيم قصائد الشجن المشتكى من نور حاله و حالنا ؟.. من يجعلنا نتكئ «كالغيوم التي تعبرُ من فوقنا « و تتكئ على حلمنا أو نتكئ على حلمها و إذ بذاك السؤال من يمسحُ دمعة ذاك الطفل الجائع ؟.. و يمنحه خبز الحياة و يمنّن عليه بقوله ((أنا ذاك المانح )) أو ذاك المارد، أغيّبُ عليكم قصائد الغيم البريّ لعلّها «قصائد الصّبر تقرأ فلسفات «قلوبنا الموجوعة وقصائدها العُطشى التي تشتاقُ ماء الحياة و يمرُّ الغيم ولونه الأخضر أو الأزرق يمرُّ علينا كما ذاك السؤال الذي يقول : هل يعود إلى صحراء الزمن «نهر الأيّامِ الدافق « و هل تُختصر بعض قوافي الشّعر و تأتي كما اليوم الماطر و هل تقترب الأنجم ما ونلمحُ نور الشهبِ الهاطل ؟ ويمرُّ الغيم و يسألنا عن حلمنا العابر يسألُ الحلم الظامئ إذ أورقَ شعراً، وإن باتَ يمطرُ ورداً و يسمو فوق «شواهق الوعد المرتجى « إذ سَما شاهقاً سما في ماهيّة الرّحيل الأوّل والأخير في ماهيّة الحديث عن أبجدية «الطين الأوّل « التي ما زالتْ تُكتبُ و ترتجي الصبرَ أن يأتي و يكون قنديلاً ترتجي وعد أمره إذ جاء و تمثّلَ به «خبر التكوين الأوّل « جاء في افتتانِ الأمرِ.. و قول «وعده المُجتبى « إذ جاء صادقاً .. و ذُكرَ بالأمر و نور الفعلِ و القول قد يأتي في الكلمة و يكون «قولاً ناطقاً ما زال الغيمُ يمرُّ يكتبُ لنا شعراً من أبجدية الماءِ و حروف الطوفان يهمس ُ لنا .. يهمسُ على جِنح ما نتمنى و يترك كأس العتاب و كأنه لم يأتِ إلينا عاتباً ما زال يمرّ ذاك الغيم .. حيث ينبتُ الحبق و عطره الأخضر وحيث القصيدة تُسافرُ بنا .. و شوقها المرتجى يضرمُ أشواقاً و يا ليته «الياسمين « يعود ُ ويلمح الغيم، و كلّ أناشيده تبكي إذ نبتَ جرح بياضه ولمحناه «نابتاً « و ما زالَ الغيمُ يمرُّ ….. و يُلقي على أرواحنا تواريخ سلامه المهيمن.
التاريخ: الثلاثاء8-2-2022
رقم العدد :1082