الثورة- منهل إبراهيم:
بات لسان حال الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يقول بوضوح على منابر السياسة الخارجية والداخلية: “لا يمكن الدفاع عن أفعال الحكومة الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو، وصبرنا بدأ ينفد”.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في مقال بعنوان “أوروبا بحاجة إلى تصعيد الضغط على نتنياهو: أنه عندما شنت حماس هجوماً ضد “إسرائيل” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، سارع قادة أوروبا إلى التعبير عن تضامنهم مع “إسرائيل”، لكن بعد 20 شهراً، نشأت “فجوةٌ من عدم الفهم” بين أوروبا و”إسرائيل”.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى انتقاد كل من بريطانيا وفرنسا وكندا توسع إسرائيل في حربها على غزة، واصفةً الوضع الإنساني في القطاع بأنه “لا يُطاق”.
ونوهت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أصبح معرضاً لخطر الاعتقال إن هو سافر إلى المملكة المتحدة أو معظم دول الاتحاد الأوروبي- وذلك بسبب إصدار الجنائية الدولية اتهاماً ضده.
ورأت فاينانشال تايمز أن أقوى مبرر لزيادة الضغوط على حكومة نتنياهو هو أن “شبح الجوع لا يزال يلاحق الناس في قطاع غزة”، لافتة إلى تحذير الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر بأن حوالي 470 ألف شخص في خطر، وأن “الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون الحرمان الشديد من الطعام”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن “الاستئناف المحدود لدخول المساعدات الذي سمحت به إسرائيل لا يزيح الخطر عن المدنيين الغزيين”.
وأكدت الصحيفة أن الأوروبيين ينبغي أن ترتفع أصواتهم على نحو أكثر جرأة، قائلة إن هذا الضغط على حكومة نتنياهو يمكن أن يكون مُجدياً.
ونوهت فاينانشال تايمز إلى أن هذه الحكومة الراهنة في “إسرائيل” لم تعد تمثل رأي غالبية السكان الإسرائيليين، مشيرة إلى استطلاع رأي حديث يظهر أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب واستعادة الأسرى، في مقابل 25 في المئة فقط من الإسرائيليين يدعمون سياسة هذه الحكومة بالتوسع في القتال واحتلال قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسَي الوزراء الإسرائيليَين السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت قد أدانا حكومة نتنياهو بعبارات أقوى من تلك التي استخدمها الساسة الأوربيون أنفسهم.
ورصدت الصحيفة البريطانية قول كثيرين في اليمين الإسرائيلي: إن الانتقادات الأوروبية لإسرائيل هي متجذرة في التاريخ الأسود للقارة العجوز فيما يتعلق بمعاداة السامية، “لكنّ هذا الطرح قد مضى زمنه”، على حدّ تعبير الصحيفة.
وبينت فاينانشال تايمز أن أوروبا على مدى العقود الماضية، دأبتْ على كسر العُزلة الاقتصادية والثقافية التي تعانيها “إسرائيل” في محيطها الشرق أوسطي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الأوروبيين لطالما أبدوا استعدادهم للدفاع عن إسرائيل، لكن “ما تأتيه حكومة إسرائيل من أفعال في غزة اليوم لا يمكن الدفاع عنه”.
عزلة “إسرائيل”
بموازاة ذلك نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تحليلاً بعنوان “تصريحات ترامب بخصوص غزة تعكس تزايداً في عُزلة إسرائيل”.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن “أقرب حلفاء إسرائيل ظلوا على مدى شهور يتفادون الانضمام لموجة انتقادات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، لكن هؤلاء الحلفاء الآن بما فيهم الإدارة الأمريكية يبدو أن صبرهم بدأ ينفد”.
ورأت نيويورك تايمز أن ذروة ضغوط هؤلاء الحلفاء على “إسرائيل” تمثلت في دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي إلى “إنهاء الحرب في غزة بأسرع ما يمكن”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذا الموقف من جانب ترامب تغير مع موقفه في يناير/كانون الثاني الماضي لدى عودته للبيت الأبيض- عندما وضع اللوم على حماس، لا على إسرائيل، في استمرار الحرب في غزة.
كما لفتت الصحيفة إلى موقف الحكومة الإسرائيلية “المتحدي” لمواقف حلفاء إسرائيل الغربيين، مشيرة إلى تصريح أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن بلاده ستتخذ “تدابير أحادية” حال واجهت مزيداً من التهديدات الأوروبية.
وأشارت نيويورك تايمز في هذا الصدد إلى موقف نتنياهو “المتحدي” أيضاً للحلفاء الغربيين، واتهامه بريطانيا، وكندا وفرنسا بـ”تعضيد حماس، لكن في الداخل الإسرائيلي، ينظر إلى هذه التحركات بأنها خطوات على صعيد العزلة الدبلوماسية”، وفقاً للصحيفة الأمريكية.