الثورة – محمود ديبو:
شهدت أجور الإقامة في الفنادق بسوريا مؤخراً وخاصة في العاصمة دمشق، ارتفاعاً كبيراً في الفترة التي أعقبت مرحلة التحرير، بشكل أثار التساؤلات؟. حول هذه ظاهرة ارتفاع أجور وأسعار الفنادق يرى نائب رئيس غرفة سياحة المنطقة الشمالية رصين مرتيني، أن أجور الإقامة في بعض الفنادق وصلت إلى مستويات تضاهي فنادق الخمس نجوم في مدن الجوار وحتى مدن مصنفة كوجهة أولى سياحياً مثل دبي، ما أدى إلى تضاعف التكاليف على السياح والزائرين.. فما هي أسباب ذلك، وما انعكاساتها المستقبلية على القطاع السياحي؟ إن إشغال الفنادق ذات النجوم الخمس في دمشق قد يصل إلى 100 بالمئة، مع متوسط أسعار يومية تتراوح بين 150 و 300 دولار، كما ذكرت شبكة شام الإخبارية أن حجز غرفة في فندق فور سيزونز قد يتجاوز 400 دولار.
هنا، يشير مرتيني إلى أن ارتفاع الأسعار يعود لعدة أسباب منها ارتفاع تكاليف التشغيل حيث تعتبر تكلفة حوامل الطاقة (مثل الوقود والكهرباء) أحد الأعباء الرئيسية على الفنادق بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع تكاليف تشغيل المولدات الخاصة وصيانتها، وكذلك ارتفاع أسعار المواد المستوردة، بما في ذلك مستلزمات التشغيل والتجهيزات الفندقية، نتيجة الاستيراد وضعف سعر الصرف.
وينوه مرتيني بأن ندرة العمالة السياحية المدربة أثر في ذلك، وقد أدى نزوح الكفاءات وهجرة العمالة خلال السنوات الماضية إلى نقص في الأيدي العاملة المؤهلة، ما رفع تكاليف التوظيف والتدريب.
وبحسب نائب رئيس غرفة سياحة المنطقة الشمالية- فإن تراجع عدد الفنادق العاملة خاصة بعد توقف بعض المنشآت عن العمل، قلل من خيارات الزبائن وسمح للفنادق القائمة برفع الأسعار.
سياحة “غير مرنة”
ويقول مارتيني: معظم الزوار حالياً هم من رجال الأعمال أو العاملين في المنظمات الدولية، ما جعل الفنادق تعتمد على تسعير مرتفع نظراً لقدرة هذه الفئة على الدفع.
ويرى أن هذا النموذج لا يصنع سياحة مستدامة على المدى المتوسط رغم أن الفنادق تحقق اليوم إيرادات جيدة بسبب ارتفاع الأسعار، وذلك لعدة أسباب منها أن أعداد السياح سوف تتراجع فمع ارتفاع التكاليف، ستقل الرغبة والجدوى من زيارة سوريا مقارنة بوجهات سياحية أخرى في المنطقة، ما سيؤدي إلى انخفاض الطلب.. وهذا سيجبر الفنادق لاحقاً على عروض الخصومات الكبيرة لجذب السياح، ويمكن أن يؤثر على مستوى الخدمات.
ولفت مرتيني إلى أن تحول سوريا إلى وجهة مكلفة سيحد من عودة السياحة الجماعية، والتي تشكل مصدراً مهماً للدخل السياحي، وقد لا تتمكن الفنادق الصغيرة والمتوسطة من الصمود في مواجهة الفنادق الكبرى لاحقاً والعروض المقدمة لعودة جذب السياح، ما قد يؤدي إلى إغلاق هذه الفنادق والتي تعتمد على السياح متوسطي الدخل. وبرأي مرتيني فإنه إذا استمرت أجور الإقامة الفندقية بهذا المستوى والذي تضاعف بعد التحرير دون مسوغ وخاصة بعد انخفاض الأسعار للعديد من مواد التشغيل الأساسية، فإن القطاع الفندقي قد يواجه أزمة طلب حقيقية في المستقبل. ولتجنب ذلك، والكلام لمرتيني- يتعين على الفنادق اعتماد سياسات تسعير أكثر مرونة تتوافق مع خطة وطنية شاملة لرسم خارطة وشكل السياحة في سوريا، والعمل على خفض التكاليف عبر تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية، كما أن تطوير البنية التحتية السياحية وزيادة المنافسة سيكونان عاملين أساسيين لضمان استدامة القطاع.
في النهاية، فإن تحقيق التوازن بين الربحية وجذب السياح هو التحدي الأكبر الذي يواجه الفنادق السورية اليوم، فهل ستتمكن من إيجاد هذه المعادلة قبل فوات الأوان؟. هذا ويبلغ إشغال الفنادق ذات النجوم الخمس في دمشق 100 بالمئة، مع متوسط أسعار يومية تتراوح بين 150 و300 دولار، كما ذكرت شبكة شام الإخبارية أن حجز غرفة في فندق فور سيزونز قد يتجاوز 400 دولار.