الثورة – ثورة زينية:
شهدت أجور النقل بين المحافظات ارتفاعاً ملحوظاً بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، وقرار إلغاء الدعم عن المحروقات، وباتت المحروقات متوفرة إلا أنها مرتبطة بسعر صرف الدولار كونها مستوردة، وتضاعفت أكثر من 3 مرات في الفترة الأخيرة، وهو ما اعتبره مواطنون عبئاً جديداً يضاف إلى قائمة التحديات التي تواجههم، يضاف إلى ذلك أن الشركات ومكاتب السفريات هي من بات يحدد ويتحكم بتعرفة النقل الأمر الذي ساهم في ارتفاع السعر وتراجع عدد الركاب.. بدروها صحيفة الثورة تابعت هذا الأمر مستطلعة آراء المعنيين والمواطنين.
تركوا مقاعد الدراسة
الطالبة هيفاء خليل من محافظة دير الزور اضطرت لإيقاف دراستها في كلية العلوم بجامعة دمشق مؤقتاً نظراً لارتفاع أجور النقل بين دمشق ومدينتها لتصل إلى نحو 200 ألف ليرة، وهي مضطرة أن تغادر سكنها في المدينة الجامعية في جامعة دمشق أسبوعياً إلى منزل عائلتها في دير الزور لكي تجلس بجانب والدتها المريضة، الأمر الذي يكلفها نحو مليون ليرة شهريا كتنقلات بين المحافظتين.
تقول هيفاء: لم أعد قادرة على تحمل مصاريف التنقل العالية، وتصل مصاريف النقل في الشهر لنحو مليون ليرة غير مصاريف دراستي، لذا أوقفت دراستي وحالي حال الكثيرين من الطلاب الذين يدرسون في جامعات خارج محافظاتهم من الذين اضطروا لمغادرة مقاعد الدراسة إما بشكل مؤقت أو نهائي.
في مركز انطلاق البولمان بمنطقة القابون شرقي العاصمة دمشق التقينا السيدة روان كجيج من مدينة أرمناز- شمال محافظة إدلب، التي أكدت أنها منذ عودتها إلى دمشق بعد التحرير لم تستطع أن تزور أهلها في أرمناز، مضيفة: إن أجرة النقل من كراجات البولمان في دمشق إلى كراجات مدينة إدلب يصل لنحو 150 ألف ليرة، إضافة لأجرة النقل لتتمكن من الوصول إلى مكان سكن عائلتها في مدينة أرمناز، وهذا سيكلفها مع أسرتها البالغ عدد أفرادها 7 مبلغا قد يصل لنحو 4 ملايين ليرة.
وتضيف: إنها اليوم مسافرة لتقضي عطلة عيد الأضحى مع أهلها، لكنها تؤكد أنه- إن بقيت أسعار النقل بين المحافظات بهذا الشكل-فإنها لن تزورهم قبل العام المقبل.
جولي السهلي- تقطن في مدينة اللاذقية، لكنها مضطرة أن تقصد دمشق لعلاج ابنها في مستشفى البيروني، إلا أن أجور النقل المرتفعة تقصم ظهر أسرتها، يضاف اليها مستلزمات علاج ابنها من مرض السرطان، إذ تصل أجور النقل بحافلات البولمان من دمشق إلى اللاذقية لنحو 140 ألف ليرة.
وتساءل أمجد الجردي، على أي أساس توضع تعرفة النقل بين المحافظات؟! ويشرح أن سعر لتر المازوت المدعوم قبل سقوط النظام المخلوع كان 5 آلاف ليرة، وكانت أجرة النقل إلى مدينة القدموس 18 ألفاً، واليوم وبعد التحرير يتراوح سعر المازوت بين 9- 11 ألف ليرة، فمن المفروض أن تتضاعف الأجرة 3 مرات على الأكثر، إلا أنها تضاعفت أكثر من 6 مرات دفعة واحدة لتصل الى 95 ألف ليرة من دمشق للقدموس، مضيفاً: إن شركة القدموس ألغت رحلاتها على سبيل المثال من دمشق إلى القدموس بذريعة أنها تخسر.
أحد أصحاب مكاتب السفريات في مركز انطلاق البولمان بين أنه توقف عن تسيير عدد الرحلات المنتظمة في أوقات محددة، وأنها باتت ترتبط باستكمال عدد الركاب ليتمكن من تحصيل أجور الرحلة، وأن عدد الركاب تراجع كثيرا نتيجة ارتفاع أجور النقل، موضحاً أن هناك تفاوتاً بالأسعار بين شركة نقل وأخرى رغم تقديم نفس الخدمات للمسافرين.
وأوضح أن شركات النقل متضررة أيضاً، فأغلب الرحلات لا تتجاوز الـ15 راكباً في أحسن الأحوال، على حد تعبيره.
لجنة للدراسة
رد وزارة النقل لم يحمل جديداً بانتظار تحديد اللجنة الدارسة لتعرفة النقل البري بين المحافظات.
مدير المؤسسة العامة لنقل الركاب في وزارة النقل عمر قطان أوضح في تصريح خاص لـ”الثورة” أن المؤسسة شكلت لجنة لدراسة جميع المعايير اللازمة لإصدار تعرفة متوازنة ومعتدلة، وتلبي حاجة المواطن والسائقين، وأن إصدار التعرفة سيكون خلال وقت قريب ريثما يتم الانتهاء من تحديدها، مؤكداً أنها ستكون إلزامية لكل العاملين على الخطوط بالتعرفة الصادرة والمعتمدة.
وأكد أن المؤسسة وضعت خطة ورؤية كاملة لقطاع النقل في سوريا للرقي به وتطويره ووضع دراسات وخطط شاملة في هذا المجال وسيتم طرح مشاريع استثمارية جديدة لتقديم أفضل الخدمات وأحدثها في مجال النقل مما يلبي حاجة المواطن ويحرص على راحته ورفاهيته.
ومن المعلوم أن تعرفة النقل بين المحافظات توضع من قبل لجان متخصصة بناء على عدة معايير متعلقة بالمسافة والمدة اللازمة للسفر وسعر المحروقات، وهذه التعرفة يتم تحديثها بشكل دوري نظراً لعدم ثبات أسعار المحروقات.