الثورة – جاك وهبه:
خلال اجتماع رسمي عُقد في غرفة صناعة دمشق وريفها مع وفد من غرفة صناعة الأردن، تم التوصل إلى عدة تفاهمات استراتيجية لتعزيز التعاون الصناعي والاقتصادي بين سوريا والأردن، تمثلت في تشكيل لجنة صناعية مشتركة من الغرفتين.
وتضم اللجنة ممثلين عن القطاعات الصناعية الأساسية (النسيجية، الغذائية، الهندسية، الكيميائية)، على أن تكون بإشراف رئيسي الغرفتين ونوابهما، وهدفها دراسة واقع الصناعات بين البلدين ووضع حلول عملية تدفع التبادل التجاري نحو مستوى جديد من الفاعلية والتكامل.
كما تم الاتفاق على تشكيل مجلس رجال الأعمال السوري الأردني، ليكون منطلقاً لإقامة شركات صناعية مشتركة، إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية السابقة المبرمة بين البلدين مع إجراء التعديلات اللازمة التي تراعي المتغيرات الجديدة وتخدم المصالح المتبادلة، وتطرّق الطرفان إلى ضرورة اعتماد صيغة موحدة للاعتراف المتبادل بالمواصفات الصناعية لتسهيل حركة البضائع والسلع وتقليص العقبات الفنية التي تعترض التعاون التجاري.
وأكد أعضاء مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، خلال الاجتماع، على أهمية دعم الصناعات الوطنية في البلدين، وضرورة إيجاد صيغة تكامل صناعي تحافظ على خصوصية كل سوق وتمنع الإضرار بالصناعة المحلية.
وطالبوا بالسماح بتصدير المنتجات السورية إلى الأسواق الأردنية، خصوصاً تلك التي تستوردها الأردن من دول أخرى، وذلك في سياق تعزيز التبادل وتشجيع المنتج المحلي.
هذه التفاهمات جاءت خلال زيارة وُصفت بالتاريخية لغرفة صناعة دمشق وريفها، واستقبلت وفداً أردنياً رفيع المستوى برئاسة رئيس غرفة صناعة الأردن ورئيس غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الجغبير، وضم الوفد كلاً من نائب رئيس غرفة صناعة الأردن هاني أبو حسان، وعدداً من أعضاء مجلس الإدارة ورجال الأعمال والمستثمرين وممثلي شركات خاصة، وكان في استقبالهم رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها المهندس محمد أيمن المولوي وعدد من أعضاء المجلس، إضافة إلى حضور عدنان النن، الرئيس السابق لغرفة تجارة ريف دمشق، وعدد من الشخصيات الاقتصادية السورية.
في مستهل الاجتماع، وجّه المهندس المولوي شكره للوفد الأردني، مثمّناً مواقف الأردن ملكاً وشعباً، وخاصة غرفة صناعة الأردن وعمان، التي وقفت إلى جانب السوريين واحتضنتهم خلال سنوات الأزمة، مشيداً بالدور الذي لعبه رجال الأعمال السوريون المقيمون في الأردن والنجاحات الصناعية التي حققوها هناك.
من جانبه، أكد المهندس الجغبير أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو التركيز على تعزيز التبادل التجاري، ومناقشة القضايا العالقة، وتقديم حلول تعكس الإيمان الراسخ أن التكامل بين البلدين هو الطريق الأمثل، مشدداً على أن العلاقة بين الشعبين السوري والأردني عميقة ومتجذرة، ما ينعكس إيجاباً على التعاون في كل المجالات، ولاسيما الاقتصادية منها.
بدوره، شدد أبو حسان على أن الأردن يعتبر بيتاً ثانياً للسوريين، مستعرضاً العلاقات الأخوية التي جمعت الشعبين، ومؤكداً حرص الأردن على دعم سوريا في عملية الإعمار، وعلى أن يكون بوابة استثمارية ولوجستية فاعلة في خدمة الاقتصاد السوري، معتبراً أن المستقبل واعد بفضل الروح التعاونية السائدة حالياً، مشيراً إلى أن تحقيق التكامل الصناعي وحماية المنتجات المحلية هو الهدف الأساس، والطموح هو الوصول إلى نتائج عملية تلبي مصالح البلدين بشكل متوازن.
الاجتماع شكّل انطلاقة جديدة نحو مرحلة من العمل المشترك والتنمية الاقتصادية المتبادلة، في وقتٍ تبحث فيه سوريا عن شركاء حقيقيين لدعم اقتصادها وإعادة إعماره، ويبدو أن الأردن، قيادة وشعباً، منفتح على هذا المسار بجدية وواقعية.