مكتبات اللاذقية.. هل تنهض من جديد؟

الملحق الثقافي:خالد عارف حاج عثمان:

مكتبات … في البدء كان الكلمة، نزلت مع الوحي الإلهي «اقرأ» منذ ذلك الحين ارتبطت الكلمة..ومفردة اقرأ بالتفكير والتأمل وقراءة الكون والذات الإلهية وكتاب الله، القرآن الكريم، ثم فيما بعد الحديث النبوي الشريف.. كما ارتبطت الكلمة بالوراقة والوراقين والكتابة والكتاب، ومايبدعه هؤلاء الكتبة من مؤلفات وكتب في شتى مجالات الحياة والعلوم الإنسانية والفلكية والطبية والفلسفية والسلوكية وغيرها.. لتعرض هذه الإنتاجات وتنشر فيما دعي سابقاً دكان الوراقين..المكتبات اليوم.. وكما أن الكتاب وسيلة ثقافية مقروءة ومصدر من أهم وأسهل وأفضل الوسائل ومصادر الثقافة التي تحرص البشرية أن تنقلها لأبنائها..كذلك المكتبات على مختلف أنواعها: العامة والمتخصصة المنزلية والمدرسية والجامعية والمؤسساتية والعامة في الشارع تعتبر مقصداً لكل طالب فكر وثقافة ومعرفة..
فالمكتبات بهذا المفهوم واحات يعكف المرء على التفيؤ بظلالها والإطلاع على مقتنياتها وقراءة مافيها..تحقيقاً ووصولاً إلى ثقافة شخصية ومعرفة إنسانية، وكلما تنوعت عناوين الكتب التي تشتمل عليها كانت أكثر قصدية من قبل المهتمين بالثقافة المقروءة واكتساب المعرفة. ولكن هل مازال للمكتبات ذلك الألق..الذي كان.. وتلك الأهمية التي كانت لها والدور الذي تلعبه كما فعلت سابقا..أي قبل التقدم والتفجر التكنولوجي وبروز الرقم والصورة والتلفاز والحاسوب والانترنت الذي أزاح الكتاب عن رفوف الأهمية في المكتبة ليزاحمه القرص المضغوط والسي دي والفيلم وتطبيقات النت من فيسبوك وواتس وانستغرام ويوتيوب.. وسواها.. كل هذا أثر على الدور الريادي للمكتبات كأهم مصدر للثقافة..وزيادة على ومع انحسار القراءة وعكوف الناس عن المكتبات وهجرها لصالح الوسائل البصرية المذكورة وكذلك تعقد الحياة والنزوع إلى الكسب وجني المال السريع والتحديات التي تواجه الثقافة..كل ذلك أثر على عدد المكتبات التي أقيم بدلاً منها محال تجارية ومنشآت صناعية .. وحتى المكتبات العامة الآن قد تزحزحت عن مكانها وتوسعت وازداد اشتمالها ومحتواها فلم تعد حكراً على الكتب والمجلات والصحف- التي لم تعد ورقية بل أصبحت للأسف إلكترونية فقط..- بل صارت المكتبة كالدكان والمتجر الذي يباع فيه العطور والألعاب والهدايا والقرطاسية المدرسية والأوراق الثبوتية ولوازم المعاملات من أوراق وطوابع وملصقات ومصنفات وتصوير معاملات وغير ذلك وغاب الكتاب.. من أغلب المكتبات الا ماندر.. – المكتبات في اللاذقية وجبلة – المكتبة هي العلامة الذهبية والركن الثقافي الأهم في البيئة أو المكان.. ومن خلال جولتنا في اللاذقية وتتبعنا لواقع المكتبات قديماً وحديثاً..استطعنا أن نقف على عدد منها مازال موجودا.. مكتبات: بيطار الشاطىء، صوفان، الجامعة، الكرامة، الخيام، حطين، العباسي، عريف، عربي كاتبي، الإيمان، ياسين، إضافة إلى المكاتب المتخصصة بنوط ومحاضرات الطلاب والمنتشرة على طول السور الغربي لجامعة تشرين.. أما في جبلة.. وحين نذكر جبلة نتذكر أعرق المكتبات وأقدمها، ولعل مكتبة كردية الأيام أمام مبنى السرايا القديمة أولى المكتبات في المدينة وقد ألت إلى بيت الراعي فسميت باسم العائلة أو الشام ..وهناك مكتبات: الشاطىء، المركزية، المجد، مكتبة شام، كنوز، الجنيدي، الكندي، المكتبة العربية، الجامعة، المنارة، النابلسي، الشراع، المركزية، الشراع، النهى، أحمد فران، اليمان، … إضافة إلى بعض المكتبات القليلة المنتشرة في القرى قرب المدارس.. هذه المكتبات مازالت قائمة وتوسعت أعمالها لكنها ابتعدت عن دورها الريادي مصدراً ثراً من مصادر الثقافة والتراث وانجرفت مع تيار التجارة.. قرطاسية..ولوازم مدرسية..وهدايا وعطور وألبسة وحتى إكسسوارات نسائية وألعاب..الخ أي زادت المواد الكمالية والمستهلكات. .وانحسر الكتاب. .وغابت عن الرفوف المجلات والصحف.. إنه زمن الصورة والرقم والإلكترون والهاتف الخليوي..زمن التصحر القرائي والثقافي والخمول الفكري.. ويبقى السؤال قائماً.. كيف نعيد للمكتبة دورها الريادي والثقافي وننهض بها لنعيد للكتاب ألقه..ولمطالعته روعته..

التاريخ: الثلاثاء8-2-2022

رقم العدد :1082

 

 

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر