إعلام إسرائيلي: “الهولوكوست” سترة واقية لتبرير جرائم الإبادة الجماعية

الثورة- منهل إبراهيم:

تقول صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: إن “الهولوكوست” كانت بمثابة “سترة الصهيونية الواقية” ومن بابها استغلت الحركة الصهيونية “المحرقة النازية” لخلق تبريرات تؤدي للقمع المستمر للشعب الفلسطيني، وأصبحت “إسرائيل” مدمنة على الترويج لمفهوم التفوق اليهودي على الفلسطينيين وقدرتها على الاستفادة من ذكرى “الهولوكوست”، حتى لا تؤدي الجرائم التي ترتكبها ضد الفلسطينيين إلى تعبئة العالم ضدها.

تطهيرعرقي

آفي رام- تسوريف، الكاتب الإسرائيلي بموقع “محادثة محلية” الإسرائيلي، استعرض “سلسلة من العمليات القمعية التي ارتكبها الصهاينة، قبل قيام الاحتلال وبعده، ضد الفلسطينيين والعرب، وطردهم من بلادهم، ومنع عودتهم إليها، ما يكشف عن علاقة طردية بين “الهولوكوست” والنكبة، حتى إن بعض قادة الصهاينة لم يتردد في الاعتراف بالقول: ولو في غرف مغلقة، أنه لا أحد ينكر أن إنشاء “إسرائيل” كان بمنزلة محرقة للفلسطينيين، فمن دون النازية، لم يكن الكيان الإسرائيلي ليقام بهذه الطريقة، وفي ظل مثل هذه الظروف.وأضاف في مقال ترجمه موقع “عربي21″، أن “المحرقة والنكبة ظاهرتان مرتبطتان بعضهما ببعض، من خلال علاقة سببية واستمرارية تاريخية، متشابكتان لا يمكن فصلهما، وقد حُلّت المشكلة اليهودية عبر أرض استُوطِنت، ثم احتُلت، لكن هذا لم يحل مسألة اللاجئين أو مسألة عديمي الجنسية، على العكس من ذلك، حيث أدى حل المسألة اليهودية لخلق فئة جديدة من اللاجئين، هم الفلسطينيون، ومن ثم، فقد بدأ الصهاينة يتبنّون مبادئ التطهير العرقي، والتفوق، والإخضاع”.

توسع مستمر

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن “وصف الفلسطينيين بالنازيين بات عنصراً أساسياً في الدعاية الصهيونية لتبريرأفعالها ضدهم، وأحياناً بدعم من دول الكتلة الغربية خلال الحرب الباردة.

وأوضح أن “الاستخدام الصهيوني لموضوع المحرقة وصل إلى ذروته في حرب 1967، التي أسفرت عن احتلال سيناء وغزة والضفة والجولان، وأطلق عليه الخطاب الإسرائيلي اسم التحرير، ووصفه ديفيد بن غوريون بأنه تأسيس مملكة إسرائيل الثالثة، على اعتبار أن الكارثة التي حصلت لليهود شكّلت لهم في الوقت ذاته محركاً للخلاص.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن “تحوّل اليهودي لشخص قادرعلى استخدام العنف القاسي عنصراً مركزياً في تحوله لصاحب سيادة، بات شعاراً لبسط المزيد من السيطرة على أراضي الفلسطينيين، والاستيطان فيها، وظهرالتحليل القاسي للهولوكوست أساساً لتبرير العنف ضد الفلسطينيين، والعرب، وتبرير استمرارالعنف والقسوة والتوسع المستمر باسم الهولوكوست”.

محرقة غزة

ولفت الكاتب إلى أن “استخدام المحرقة جاء كجزء من إنكار الوضع الاستعماري الذي يواصل الاحتلال الحفاظ عليه، والزعم بأن الصهيونية تشكّل الملاذ الآمن وفرضها كمشروع استعماري، واليوم وصل حجم ومدى هذا الاستخدام إلى تبريرالسيطرة الوحشية والعنيفة على الفلسطينيين، وتحويل قطاع غزة لمكان غير صالح للسكن، وارتكاب المذابح لتحقيق هذه النبوءة، وصولاً لارتكاب جرائم حرب وحشية وجرائم ضد الإنسانية في حرب الإبادة الجارية اليوم، ولكن من خلال منحها المزيد من التبريرات، وإضفاء طابع دفاعي عليها، باعتبارها عنفاً مؤقتا”.

وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن “الاحتلال ينظر للعنف الممارس ضد الفلسطينيين كمحاولة لإصلاح الصدع الداخلي، وشفاء واضح للشقوق التي انفتحت داخل المجتمع منذ بدء الانقلاب القانوني، ويُنظر لساحة العدوان في غزة بأنها استعادة للوحدة التي فقدها الكيان بسبب الكراهية والقسوة ضد الفلسطينيين، وصولاً للنفي الكامل لوجود الشعب الفلسطيني في غزة، حتى إنه في أول اجتماع للحكومة بعد السابع من أكتوبر، قال وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش: إننا “بحاجة لأن نكون قاسين، لا أن نراعي الفلسطينيين أكثر مما ينبغي”.

شرعنة العنف الوحشي

وختم الكاتب الإسرائيلي بالقول :إن “توظيف الحركة الصهيونية سابقاً، واليوم حكومة الاحتلال، لفكرة المحرقة، باتت مقدّمة لشرعنة المزيد من ممارسات القسوة ضد الفلسطينيين، على اعتبارأن الجرائم المرتكبة بحقّهم أداة للخلاص اليهودي، حتى لو كان من خلال العنف الوحشي، وتبرير الإبادة الجماعية التي نرى معالمها اليوم تحت أنقاض بيت لاهيا وغزة ورفح، ومُتجسّدة في أجساد الأطفال والرضع يومياً، وأجساد النازحين في الخيام، جوعى للخبز، ومتعطشين للماء”.