الثورة – ميساء الجردي:
تعتبر مشفى المواساة بدمشق أم المشافي السورية وأكبر منظومة اسعافية تابعة للتعليم العالي في سورية ولها دور كبير في تقديم الكثير من الخدمات الطبية والعلاجية المجانية إضافة لعملها الأكاديمي وخاصة في فترة الحرب على سورية والتي جاء بعدها الحصار ومن ثم موضوع الكورونا، حيث كانت المشفى مركزا أساسيا لاستقبال حالات كوفيد19 من حيث تخصيص غرف عناية وعزل ومتابعة لحالات المرضى بحسب ما أكده الدكتور عصام الأمين مدير عام المشفى مبينا: أن المواساة شكل مركزا أساسيا لاستقبال حالات الكورونا دون أن يتوقف لحظة عن تقديم باقي الخدمات حيث استمر العمل بالمنظومة الاسعافية بشكل كامل، وبالتوازي كان يتم استقبال مرضى العزل وكورونا في أسرة وغرف خاصة بهم، كما يتم استقبال الأمراض الأخرى في أسرة مخصصة لهم من خلال وجود 36 شعبة تخصصية في المواساة.
وأشار الأمين إلى أهم إنجاز ترفع له القبعة بالنسبة للمشفى وكوادرها هو إجراء أكثر من 132 حالة زرع كلية في العام الماضي ليكون المشفى الأول في سورية محققا لهذه النسبة من خلال فريق أطباء زرع الكلية، بأدنى مستوى من الاختلاط، والتي تعتبر من العمليات الكبرى وتكلف مئات الدولارات خارج سورية، في حين هي تقدم للمرضى بشكل مجان، إضافة للتكلفة التي تتبع العمل الجراحي وموضوع العلاج الدوائي والتكلفة الكبيرة المتعلقة بتأمين المواد المثبطة للمناعة والتي تكلف ملايين الليرات السورية. والتي لا زالت الدولة السورية تقدمها بشكل مجان.
وبعد أن وجه الشكر لكوادر الجيش الأبيض في المشفى والذي قدم كل ما لديه من خبرة وعمل بحس وطني عال. أشار مدير المشفى إلى جزء من الخدمات المقدمة في العام الماضي التي كانت تقدم رغم ظروف كورونا الصعبة، حيث تم إجراء ما يقارب 12.500 عمل جراحي إضافة لعمليات زرع الكلية التي شكلت 132 عملية وعمليات الأورام وغيرها لافتا إلى أن قسم الإسعاف بالمشفى يستقبل حوالي 500 مريض في اليوم.
مؤكدا أن مشفى المواساة الجامعي شهد عددا من المشاريع التطويرية المنجزة خلال العام الماضي من ترميم وتجديد في أقسام مختلفة، ولم يتوقف عن مشاريعه التطويرية والبالغة بالعشرات حيث سيتم خلال الأيام القادمة افتتاح مجموعة من هذه المشاريع بكلف عالية بمليارات الليرات، ومنها إعادة تأهيل الطابق الرابع في البناء الأساسي والمؤلف من 100 سرير من أجل المرضى الذين يتم قبولهم في قسم الإسعاف.
ولفت الأمين إلى ما تشكله هذه المشاريع من نقلة نوعية في العمل من ناحية الكم والكيف إضافة إلى خدمة الجانب الأكاديمي، والتي استمرت جميعها رغم ظروف الحرب ومن بعدها ظروف الحصار وجائحة كورونا، حيث يستمر العمل بالمجمع الإسعافي المؤلف من 11 طابقا ويشكل أكبر مجمع إسعافي بالمنطقة، والمخصص لاستقبال ما يقارب 1500 مريض في اليوم، كما أنه مجهز بـ 27 سرير عناية مركزة وفيه 72 سريرا في الطابق العلوي المعد ليكون مهبطا لطائرة تخصص لنقل الحالات التي يصعب نقلها طرقيا، وهي منظومة صحية معروفة عالميا. موضحا أن نسبة الإنجاز في المجمع الإسعافي وصلت إلى 80% هي نسبة تضعه مع المشاريع الأخرى ضمن الأولويات التي يجب استكمالها بالنسبة للحكومة وخاصة لما يشكله من منظومة إسعافية كبيرة، مع التركيز على الشق الأكاديمي إذ يضم المجمع مدرجا كبيرا وحضاريا مجهزا بطريقة متطورة ويتسع لحوالي 500 متلق.
وأكد مدير مشفى المواساة في ختام حديثه إلى الثورة أن المنحنى الوبائي أخذ بالانحسار وقد أعلن المشفى منذ عشرة أيام استقبال الحالات الباردة كاملة ليعود المشفى لوضعه العادي لاستقبال كل الحالات والتي لم يتوقف المشفى عن استقبالها، إلا أنها كانت بحدود معينة، كما ستفتح جميع العيادات بشكل طبيعي. لافتا أن جميع أجهزة المشفى تعمل وبحالة جيدة وخاصة جهاز المرنان والإيكو والطبقي محوري وتفتيت الحصيات، بالتالي جميع الأمور الأساسية بحالة جيدة ومتوفرة. وهو عمل جبار يشهد له لنظامنا الصحي الذي عانى الكثير من الضغوطات وبقي صامدا.