تمضي كرتنا دائبة في رحلتها الأزلية باحثة عن الذات، ومن غير المرجح أن تجد ضالتها في الأفق المنظور؟! ذلك لأنها فقدت البوصلة ولاتتقن الاهتداء بالنجوم وكل ماتعرفه ترميم الأعمدة المتآكلة وتلوين الصور المهترئة، وزخرفة الجدران الآيلة للسقوط وتتفاخر بالأرقام القياسية التي تحطمها في تغيير الوجوه، وإعادة تدويرالكراسي وإحياء من عفا عليهم الزمان !!.
رياح التغيير نشطة وسريعة في أجواء كرتنا تعصف باتحاد أو مدرب أو إداري، في الأندية والمنتخبات على حد سواء وهذا سقف صلاحياتها ومنتهى قدراتها؟! في الدوري أرقام قياسية في إقالة المدربين، ومثلها في التوقفات والتأجيلات، وينسحب الأمر على المنتخبات، وعلى صعيد الاتحاد فحدث ولا حرج!! والأهم من كل ذلك أن النتائج صفرية إن لم تكن مزيداً من التخبط والتراجع! فهل باتت كرتنا رهينة أوجاع لا تطاق أفرزها داء عضال؟!أم حبيسة أمراضها المزمنة؟!وهل يعد هذا نوعاً من الاستغراق في السوداوية؟ أم تشخيصاً موضوعياً بمفردات قاسية؟!.
لا يحتاج الأمر للتنجيم ولا فك شيفرة ولا لموهبة خارقة في فهم الطلاسم، لكننا عندما نكتفي باللف والدوران حول الفكرة بدون أن ندخل فيها، أو نناقشها ثم نستنفر كل طاقاتنا في استنباط الحلول الإسعافية ومسكنات الألم، ونستحضر الشعارات البراقة، فإننا نرمي على كرتنا غلالة سوداء ونطرحها في غياهب الاندثار..
لدينا الكثير لنقوم به، وبمقدورنا أن نفعل الكثير، وبالإمكانات المتاحة..فالجذور التالفة لا يصلح معها إلا القلع، ثم غرس شتلات صالحة.
مابين السطور- مازن أبو شملة