تؤكد الهستيريا الأميركية التي بلغت حدّ الجنون، بأن الولايات المتحدة قد اتخذت فعلاً قراراً بإشعال الحرب في محيط روسيا بغض النظر عن شكل وحجم وأهداف تلك الحرب، ليبقى السؤال الأبرز في هذا السياق مفتوحاً على كلّ الاتجاهات وكلّ الخيارات، وهو من يبدأ الحرب لا يمكن له أن يتحكم بنهايتها ولا بمجراها ولا بمسارها.
فما تقوم به الإدارة الأميركية من تصعيد وتحريض وقرع لطبول الحرب، شبيه إلى حدّ كبير بالبروباغندا التي قامت بها قبيل الحرب على العراق والتي كانت مقدّمة لتخريب ونسف كلّ عوامل وحوامل استقرار المنطقة.
لكن الملفت في الهستيريا الأميركية، أنها بلغت حدوداً غير مسبوقة في الخداع والكذب والتلفيق والتهويل، حتى أن الرئيس الأوكراني نفسه طلب دلائل وإثباتات على الادعاءات الأميركية بأن روسيا في طريقها لغزو أوكرانيا!!؟.
التصعيد الأميركي مختلف هذه المرة، لأنه موجه ضد قوة عظمى، أي أنه لعب ولهو على حافة الهاوية قد تكون عواقبه كارثية على العالم بمجمله، لاسيما وسط التحذيرات الروسية المستمرة بأن الحرب تؤدي إلى الذهاب بالعالم إلى الجحيم؟!.
روسيا التي لاتزال تتمسك بسياسة التهدئة والحوار تملك خيارات كثيرة لوقف وكبح هذا الجنون والجموح الأميركي الذي يهدف بأبعاده الاستراتيجية إلى احتواء وإضعاف ومحاصرة موسكو بغية الضغط عليها وابتزازها في ملفات وقضايا كثيرة، وهذا الأمر يجب أن تفهمه وتعيه واشنطن جيداً، خاصة وأنها صمت آذانها وأغمضت عيونها عن كلّ التحولات والمتغيرات الجارفة التي طرأت على المشهد الإقليمي والدولي.
ما تقوم به الولايات المتحدة يؤكد أنها ماضية في خيار الهروب إلى الأمام، وهذا الخيار يندرج في سياق تداعيات هزيمة مشاريعها الاستعمارية على الأرض، لذلك يبدو المشهد اليوم مفتوحاً على كلّ الاحتمالات والخيارات التي قد تضع العالم على فوهة بركان يمور وجاهز للانفجار في أي لحظة.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي