ضحايا العنف العائلي

 

الثورة _ رويدة سليمان:

يقال في الأمثال “البيوت أسرار “ولا أظن أنني أذيع سراً حين أتحدث عن العنف العائلي، وقد أصبح ظاهرة اجتماعية محزنة بادية للعيان، تعاني منها أغلبية الأسر في ظل الظروف الخانقة الاقتصادية والاجتماعية، ظاهرة صارخة غادرت جدران المنزل إلى قاعات المحاكم.
* الأبناء ضحية:
تقول السيدة مرام: أصبحت معظم الخلافات الزوجية على مرأى ومسمع الجيران فالكلام بصوت عالٍ والزعيق بلهجة عدوانية وتبادل الاتهامات والشتائم والسباب، وغالباً ما يكون الزوج هو المعتدي، ويتم إسقاط هذه الخلافات على الأبناء غضباًو عنفاً وإهمالاً وتقصيراً.
يرفض الزوج ماهر، توجيه أصابع الاتهام إلى الأزواج في قضية العنف العائلي ويؤكد أنه هو أيضاً ضحية ضغوطات اجتماعية ونفسية فالدخل المنخفض يجعله عاجزاً عن تأمين احتياجات أفراد الأسرة، كذلك تعاني بعض الأسر ونتيجة التهجير من ضيق المسكن وتزاحم ساكنيه إذ اضطرت كثير من العائلات للعيش معاً بسبب غلاء آجار البيوت، أضف إلى ذلك فقدان مصدر الرزق لرب الأسرة ما يجعله عاجزاً عن تأمين متطلبات أسرته وقد يلجأ إلى العنف في لحظة غضب أوضعف أو يأس وهو حالة استثنائية وليست ظاهرة ويمكن تلافيها بتفهم أفراد الأسرة والزوجة لهذه الضغوطات والقناعة والرضا بالموجود والممكن، وإذا كان العنف العائلي مشكلة أسرية خطيرة فحلها يكمن بمعالجة جذورها وأسبابها لا نتائجها وتحسين دخل الأسرة أحد أهم الحلول وأولها.
* الزوجة.. الضحية الأولى:
تخالف السيدة آلاء الرأي السابق في العنف العائلي بقولها.. عندما يتكرر العنف العائلي ضد المرأة يجعلها هدفاً سهلاً لاستمرارية الفعل، من هنا يجب على المرأة ألا تسكت ولن يستطيع أحد حل مشكلتها ما لم تأخذ بنفسها القرار بكسر حاجز الصمت، وأظن أن الطلاق حل عندما تفقدالمرأة الأمان والاحترام الأسري ويغيب الحضن الدافئ المطمئن للأبناء.
بعيداً عن الذكورية التي تكرس مركزية دور الذكر في المجتمع مقارنة بالأنثى وتبرر العديد من أشكال الإساءة والعنف الصريحة والرمزية بحق الإناث والتعامل معهن يقول السيد أحمد أنه لا مبرر لاستخدام الزوج للعنف مهما كانت الأسباب وشعوره بالعجز والإحباط لا يعطيه الحق أن تكون الزوجة أو الولد موضوعاً للتنفيس، وعبء المسؤوليات الأسرية الملقاة على عاتقه حجة عليه فهو الأب السند والقدوة والعون، ويجب أن يكون أكثر وعياً واستيعاباً وتفهماً لحل مشاكله الأسرية والزوجية بالحوار والتعقل والتخطيط والتدبير.

gg14.jpg

* دراسات وأبحاث:
العنف سلسلة متصلة فالزوج يعنف الزوجة والأم المستلبة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً غالباً ما تكون هي الأخرى مادة لاستخدام القوة ضد الأبناء وهم بدورهم قد ينتقمون من أصدقاء المقعد أو أولاد الجيران، وهذا ما تؤكده دراسات اليونيسف والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان في دراساتها الميدانية إذ يلجأ المعتدي المحبط إلى ما يعرف بالإزاحة للتنفيس عن حالة الإحباط فتراهم يعتدون على الأضعف، وتنبع خطورة العنف العائلي من كون الأسرة هي الخلية الأولى الحامية للأشخاص المنتمية إليها وعندما يتعرض أحد أفرادها للإساءة من قبل من يفترض أنه معني بحمايته ورعايته وهنا سيجد الضحية ولا سيما الأبناء صعوبة في تلقي المساعدة من أحد المعنيين برعايته في مواجهة طرف آخر معني برعايته بنفس الدرجة.
من أهم الحلول التي تساهم في تقليص هذه الظاهرة إطلاق حملات توعية بشكل مستمر عبر وسائل الإعلام وفي المدارس والمؤسسات التربوية المختلفة، وتدريب وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج لاكتسابهم مهارة الإبحار بمركب الأسرة بأمان وثقة وتحدٍ للعواصف.
مع اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المعتدين.

 

آخر الأخبار
بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار الخطوط الجوية التركية تعود إلى أجواء حلب بعد 13 عاماً من الانقطاع "غرف الزراعة":  آلية جديدة لتحديد أسعار الفروج الحي من الدواجن الوزير الشيباني: الجاليات السورية ركيزة لتعافي البلاد وتعزيز حضورها الخارجي تحسين واقع الشبكة الكهربائية في القنيطرة مركز صماد الصحي في درعا  بالخدمة محافظ حمص يدشّن مشروع إعادة تأهيل مشفى تدمر الوطني بتمويل من الدكتور موفق القداح البيت الأبيض يكشف نسب الرسوم الجمركية الجديدة على سوريا وخمس دول عربية ترحل القمامة والركام من شوارع طفس بدرعا انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الطاقة القطري في سوريا: 800 ميغاواط إضافية لتعزيز الشبكة وتحسين التغ... العاهل الأردني يعيّن سفيان القضاة سفيراً فوق العادة لدى سوريا