الثورة – غصون سليمان:
إذا ما دخلنا إلى بنية المجتمع الفكرية وغربلنا تداعيات ومفرزات حرب عدوانية لأكثر من عشر سنوات، نجد أن وجع المجتمع يزداد يوما بعد يوم على جميع الأصعدة رغم جملة الحلول والتدابير على مستوى المؤسسات ، هذا الواقع يؤكد على ضرورة المعالجة بأبعادها الممكنة، والتي تحتاج بالدرجة الأولى إلى عنصر الأمان المتعلق أساسا بمسألة الوعي الثقافي والاجتماعي، من خلال تحديد المفاهيم لأي مسألة كانت فهي بالدرجة الأولى مناطة بإطارها العام على المستوى الفكري والاقتصادي بنهوض الوعي وهذا لا يتوقف على نماذج معينة واردة إلى المنطقة ،وانما يجب معرفة الإمكانيات المتوفرة لدينا كببلد ومجتمع لهذه القضية وتلك حسب رأي الدكتور سليم بركات أستاذ الفلسفة بجامعة دمشق حيث ذكر في حديث معه كيف أن شعبنا اليوم يعاني من تأمين اللقمة بيسر، ما يطرح السؤال أين دور الزراعة والاقتصاد من ناحية اجتراج الحلول في هذه الظروف الصعبة كي لا يتجاوز الخلل حدود الضرورة ،كما لا يجب أن ننقل تجارب الآخرين جاهزة وإنما الاستفادة منها ،فلكل شعب خصوصيته وتجربته، فالنهوض الاقتصادي لا يتوقف على قائمتي الزراعة والصناعة فقط ،ولا يتوقف على السمسرة التجارية وبناء الفنادق والمطاعم وغيرها ،إذ لا يمكن على سبيل المثال لا الحصر أن يحل النهوض السياحي بالنتيجة بديلا عن النهوض الاقتصادي باتجاهاته المختلفة فنحن بحاجة إلى ترميم كل ماله علاقة بالتطور والتقدم ماديا ومعنويا، ليواكب ما يجري في وطننا باتجاهاته المختلفة.
ولعل الجميع معني بهذا الأمر ،وخاصة الأجيال الحالية والتي عليها العمل قدر الإمكان كي تنهض بالمجتمع بما يجاري جميع المتغيرات.
فالدولة من التداول ،ولكل زمان دولة ورجال وأفكار .
ويشير الدكتور بركات في هذا السياق على أنٌ النظرية الثقافية والسياسية تعتمد على مفاهيم فن الممكن، فن القيادة، فن المصلحة، لافتا أن مضمون هذه المسميات والمصطلحات ليست جميعها تأخذ طابع المؤامرة فقط، وإنما هي صلب المؤامرة ،وبالتالي إن كنت ذكيا، مثقفا وواعيا، وتريد القضاء على المؤامرة لا تدعها تمر ،فالعدو هو العدو صهيونيا كان أم امريكيا وغيرهم حيث لايأمل من هؤلاء إلا المكر والخداع والتدمير والخراب. منوها إلى أن القضية الوطنية هي معادلة يجب أن تنتهي وتستقر في عمق النهوض الوطني ،أي إلى الولاء القائم على الحب والوفاء والعمل والإخلاص، لأن كل مافي جسدنا نحن السوريين هو من خيرات هذه الأرض، ومن هنا تأتي أهمية المعركة على المستوى المجتمعي والقائمة على جناحي الإصرار على النهوض المدعم بسلاح الوعي الآني والاستراتيجي، ضمن حركة الزمن المسجلة علينا كأجيال يجب أن تقدم براعتها في اجتراح الحلول وقت الشدة والمحن.