” الديب فيك” وسيلة خطيرة للابتزاز

الثورة – حسين صقر:
لم يترك الذكاء الاصطناعي تقنية إلا وتسبب فيها، من بينها تقنيات تقوم على تصنيع الصور والأصوات والفيديوهات والتطبيقات والبرامج بمختلف أنواعها الفنية والرياضية والبرمجيات والبث الفضائي، ومنها ما تم تسخيره لخدمة البشرية وإقامة علاقات صحيحة بين الأفراد والدول، بينما كان قسماً منها لتدمير تلك البشرية والعلاقات التي تبنيها.
من بين تلك التقنيات مايسمى ب” الديب فيك” أو التزييف العميق، وذلك عبر برامج الحاسوب والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وهذه التقنية الهدف منها التلاعب بالبرمجيات لتشكيل مجموعة صور ومقاطع فيديو مزيفة لشخص ما بطريقة احترافية، حيث تتعدد الأهداف من وراء ذلك.
ولكن، ما الذي يجعلها تختلف عن الفوتوشوب وتقنيات تركيب الصور العادية ولماذا تستخدم فقط في القضايا التي تتطلب جهدا ومردودا أكبر؟
إن الاختلاف الأول بين “الفوتوشوب والديب فيك” هو التركيز والدقة العالية وصعوبة اكتشاف الحقيقة، لأن الأول مهما كان متفوقاً إلا أن اكتشافه أمر سهل بالنسبة للمختصين وربما العاديين، وذلك من خلال خلل معين في الألوان أو في ترتيب الأشكال داخل الصورة، بينما الثاني يعتمد على مستوى برمجة الكترونية عالية جداً ترفق صورة الشخص مع الصورة التي يريدها المبرمج دون أي ظهور لعلامات تدل على أنه مزيف، كما وأن قدرة هذه التقنية على صنع محتوى من مقطع فيديو يفوق الخيال، حيث إن المشاهد العادي عندما يشاهد الفيديو من الاستحالة أن يشك بمصداقيته إلا إذا كان ملماً بالالكترونيات وتقنياتها وفي بعض التقنيات لهذه الطريقة من التزييف، وبهذا يتم استخدام صوت الضحية أيضا ضمن صورتها في الفيديو وحتى ردود أفعالها اتجاه امر ما لتزيد نسبة مصداقية الفيديو لدى المشاهد.
ضحايا كثيرون وقعوا في شر تلك التقنية، وهو ما أثار الكثير من المخاوف، خاصة عند الحديث عما يتعلق باستخدامها لاستبدال وجوه الممثلين في إنتاج الأفلام المختلفة الهدف، وإمكانية استخدامها للتلاعب ببعض المواقف والمناسبات السياسية والانتخابية وغيرها.
وفي ظل تطور مشكلة انتشار المعلومات المضللة عبر الانترنت عموماً، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً، فإن تقنية التزييف العميق تمثل وسيلة قوية بأيدي الجهات الخبيثة للتأثير على الرأي العام، ولاسيما في الحروب والأزمات، وذلك عبر تطبيق مقاطع فيديو لشخصيات ومسؤولين بصورهم وأصواتهم ووضع صور وجوههم على أشخاص لايمتون لهم بصلة، ولكن عندما نراهم أو نسمعهم نظن للوهلة الأولى أنهم هؤلاء الأشخاص، وذلك من أجل فبركة الأخبار والتصريحات الكاذبة والمعلومات العارية عن الصحة، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً على مصداقية وصحة مصادر المعلومات لدى الناس في كافة المجتمعات.
بالنتيجة فإن الاستخدام واسع النطاق للمحتوى المزيف أو “الديب فيك” باحترافية عالية يدفعنا للشك في كل شيء، حتى في المحتوى الحقيقي.
وفي هذا الإطار روت إحدى السيدات اللواتي كن يعشن في دولة أوروبية أنه ذات يوم جاءها مقطع فيديو عن زوجها يهددها بالقتل ويتوعد لها، مادفعها من أجل حماية نفسها لتقديم الفيديو إلى الجهات المختصة، وكانت النتيجة أن أودعوا زوجها في السجن، وبالتحقيق المضني تبين أن زوجها بريء من ذلك، وأن المجرم الحقيقي استخدم تلك التقنية بهدف الضغط عليها لتترك زوجها، بينما قال شخص آخر إن تلك التقنية تستخدم في الدعايات الانتخابية والحروب لفبركة تصريحات عن شخصيات مسؤولة وكبيرة وهذا يدخل بإطار البروباغاندا الإعلامية التي استخدمها الإعلام المعادي ضد سورية.
وفي السياق ذاته أكد المهندس سامر محمود أنه انتشرت في الآونة الأخيرة تقنية مايسمى التزييف العميق حتى إنها أصبحت اسهل من الفوتوشوب وكافة برامجه، وذلك لأن التقنية تعتمد على الذكاء البرمجي والتقنيات المبرمجة وليس على استخدام الإنسان للبرمجيات وتنفيذ الخطوات البرمجية بنفسه.
موضحاً أن” الديب فيك” يستخدم في الجانب الإباحي الابتزازي وذلك عبر تركيب عدة فيديوهات للأشخاص وهم في موضع حساس أو خادش للحياء العام ويتم ابتزازهم فيه أو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إتمام قضية انتقام بين الطرفين.

r5.jpg
وأضاف يستخدمه منتجو الأفلام في تصوير بعض الشخصيات التي تتطلب طبيعة دورها التشابه أو التوءمة.
وقال رغم مساوئ هذه التقنية إلا أن لها بعض الفوائد وهي تحسين الإنتاج التلفزيوني والسينيمائي، حيث تسمح هذه التقنية بإضفاء طابع جيد على الإنتاج الفني من خلال أكثر من طريقة، أهمها التضليل على الشخصيات الحقيقية في المشهد لأسباب مهمة مثل حماية حياتهم، وكذلك دمج الترفيه مع الطابع الشخصي، اي استبدال الوجه الحقيقي بوجوه الممثلين أو الشخصيات المحببة لدى مستخدمي التطبيقات الرقمية بهدف التسلية التي لا تشكل مشاكل للأطراف الأخرى، وتم اعتماد التقنية بشكل فعلي في العديد من التطبيقات والمنصات الالكترونية وشهدت التطبيقات انتشاراً واسعاً بين جيل الشباب والمراهقين، كما تستخدم في المجال الطبي، من خلال اكتشاف أسلوب وطريقة تجعل التقنية تساعد الأشخاص الذين فقدوا أصواتهم من برمجة أصوات مشابهة وتقديمها لهم فيما يحتمل اهداؤه لأقاربهم كمحاولة تعويض عن عدم قدرة المرضى للتعبير عن أنفسهم عن طريق الكلام، وإنشاء شخصيات افتراضية تجسيدية لأشخاص على أرض الواقع، أي التقنية التي تسمح باستحضار صورة ثلاثية الأبعاد للأشخاص على أرض الواقع.

وضرب المهندس محمود على ذلك مثالاً عندما استخدمت هذه في العديد من الحفلات للمغنيين والمطربين الراحلين خلال تمثيل أعمال عن حيواتهم.
كما تستخدم في مجال تحسين التجارة الالكترونية وغيرها.
وأهاب محمود بالمتلقين أن يتحققوا من مصادر المعلومات التي تأتيهم، والتفكير دائماً بمن يقولها، والاهتمام بنشر التوعية عن هذه التقنيات، وعدم استخدام تقنية المحادثة المرئية مع أشخاص لست متأكدا من حقيقة هويتهم.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا