الثورة – نيفين عيسى:
يعتمد البعض لتكوين موقف من الآخرين على الانطباع الأول الذي يعتبرونه هاماً في أي لقاء جديد ، حيث يحرص الكثيرون على أن يتركوا أفضل انطباع عندما يلتقون جهة ما للمرة الأولى، فيما يرى آخرون أن الأمر تحكمه عوامل أخرى.
و الانطباع الأول الذي يكوّنه شخص عن آخر خلال لقائه به للمرة الأولى راسخاً في النفس، وله تأثير مباشر على شكل تلك العلاقة فيما بعد، ما إذا كانت ستتطور لأكثر من ذلك إذا كان ذاك الانطباع إيجابياً، أم ستتوقف عند حدود المقابلة الأولى إذا كان ذاك الانطباع الأول سلبياً، إلا أن الحكم السريع على الآخرين وتكوين انطباع وقتي وسيىء عنهم قد يكون خاطئا، ربما لأنهم لم يكونوا بكامل جاهزيتهم أثناء اللقاء بسبب الشكل العام أو الملامح أو الحالة النفسية والسلوكات.
ويُكوّن المرء انطباعاً أولياً جيداً عن الآخرين من خلال السلوكيات والشكل الخارجي وافتراض ما سيكون عليه الداخل، والحقيقة أن غالبية الأشخاص يُشكّلون رأيهم خلال الثواني الأولى من اللقاء الأول.
وليس معنى الشعور بالراحة تجاه شخص وأخذ انطباع إيجابي عنه نهاية الأمر، فهناك خطوات تؤكد صحة تلك التوقعات التي كانت حصيلة الانطباع الأول، من خلال تصرفات هذا الشخص ومواقفه وتأكيد التوافق حول بعض المسائل، فمن الممكن أن يتأثر الانطباع الأول بسبب التصرفات الخاطئة التي تهدم العلاقة كلها، فالانطباع الثاني هو مُكمّل وضروري لترسيخ ما خلص إليه الانطباع الأول.
ويقول أختصاصيون في علم النفس إن الانطباع هو مجموعة من الآراء التي يكوّنها المرء عن الشخص الذي يقابله، ويمكن أخذ الانطباع من الدقائق الأولى للتعارف، و يعطي المرء نظرة جيدة في المرة الأولى سواء في مقابلة عمل أو مع أشخاص عاديين، أو خلال لقاءات أسرية يحتاج إلى بعض الأمور والسلوكيات، منها الاهتمام بالمظهر والشكل الخارجي، والذي غالباً ما يكون المؤثر الرئيسي في الانطباع الأول، و بثّ روح الطاقة الإيجابية من خلال الابتسام والمرح والدعابة اللطيفة، والبحث عن النقاط المشتركة مع الآخر، ويُحذّر المختصون من اتباع مبدأ الجدال خاصة في اللقاء الأول، فهو يعطي انطباعاً سيئاً.
وعلى المرء أن يُدرك أن كل شخص سيحكم عليه من وجهة نظره الشخصية، سواء تركت له انطباعاً أم لا، لذلك عليه محاولة أن يكون مؤثراً خاصة خلال فترة قصيرة، و البعض قد يرى الشخص سيئاً مهما حاول، وعليه تقبّل هذا الأمر والتعامل معه.