الثورة – غصون سليمان:
انطلاقاً من أهمية الطفولة المبكرة وخلق جيل متوازن نفسياً واجتماعياً عقد اليوم في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة الاجتماع الأول للجنة تأليف الدليل التدريبي لجليسات الأطفال لمناقشة أحد مشاريعها الهامة وهو مشروع بناء القدرات الوطنية في الألف يوم الأولى من حياة الطفل _ مرحلة الحضانة – وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة آمال ومنظمة الأمم المتحدة (اليونيسف) في دمشق وجهات أخرى معنية بنفس المجال.
وأكد الدكتور عبد الحكيم الحماد معاون وزير التربية أهمية هذا الإنجاز الذي استغرق جهداً ووقتاً وأثمر عملاً ناجحاً ومهماً بفضل خبرات الجهات المعنية التي قامت بتأليف الدليل التدريبي لجلسات الأطفال، مؤكداً أهمية العمل الجماعي التشاركي في بناء شخصية الطفل الذي له فلسفته وحياته في كل مرحلة.
الدكتورة كفاح حداد رئيسة المركز المركز الإقليمي للطفولة المبكرة أشارت إلى أهمية ترجمة بنود مذكرة التفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والجهات المعنية الأخرى المذكورة آنفاً للاهتمام بأطفال الحضانات وهو ما يسمى في المجال التربوي النفسي اطفال الألف يوم الأولى، فكان من الواجب أن نبدأ بتنفيذ المذكرة من خلال هذا الاجتماع الموسع الذي يضم جميع الاعضاء المساهمين بإعداد دليل هذه المرحلة، مع التنسيق والتواصل مع كل الخبرات، لوضع المسؤوليات والمهام تجاه كل فريق من المشاركين عبر الاجتماعات التي ستتم لاحقاً. مشيرة إلى أهداف الدليل ومبرراته للارتقاء بعالم الطفولة المبكرة.
الأستاذ الدكتور رمضان محمد درويش رئيس قسم القياس والتقويم النفسي والتربوي كلية التربية جامعة دمشق، أوضح أن تجهيز دليل الطفولة المبكرة لمرحلة الألف يوم الأولى هو أمر هام جداً لما لهذه المرحلة من سمات خاصة نظراً لتغيراتها النمائية السريعة جداً والتي قد تتغير بين الأسبوع والآخر والشهر والآخر، لذلك لا بد من دراستها بمنتهى الدقة كونها تؤسس لجميع المراحل اللاحقة، حيث يتعرف الطفل بهذه المرحلة على على الأشياء من حوله ويكتشف ما يحيط به.
وأضاف الدكتور درويش أنه عندما نبني دليلاً لعملية النمو لهذه المرحلة نكون قد صنعنا جيلاً مهيئاً لأن ينتقل لمراحل أعلى لنمو متوازن نفسياً واجتماعياً، ولا سيما أن مرحلة النمو النفسي لتلك الفئة العمرية المذكورة هي مهمة جداً لتكريس الاستقرار في المراحل الأخرى اللاحقة، لافتاً إلى أن هذا الجيل غالباً ما يكون مهملاً من حيث العملية التربوية وبالتالي نحن لا نحتاج إلى التعليم في هذه المرحلة وإنما تأطير السلوك من خلال غرس القيم الإنسانية والتسامح والمحبة في هذه المرحلة لخلق جيل متوازن نفسياً واجتماعياً كما ذكرنا.
فيما أشارت عواطف حسن مديرة الخدمات الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لأهمية تطوير العمل الذي تعمل عليه الوزارة في مجال دور الحضانة وخاصة الفئة العمرية من يوم إلى ثلاث سنوات، وإعداد دليل تدريبي للعاملين مع هذه الشريحة العمرية كمنظمة آمال لذوي الإعاقة ومنظمة اليونيسيف، منوهة بأن الترخيص لدور الحصانة يتم بناء على طلب الجهات صاحبة العلاقة والعدد هو قيد الحصر حالياً.
هذا وقد تضمن الهدف العام للمشروع أهمية تحسين نوعية رعاية التنشئة والنماء العام للاطفال في الألف يوم الأولى من حياتهم من خلال الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال في مراكز الرعاية النهارية ودور الحضانات والأسر وتزويد الأطفال بخدمات وقائية وتعزيزية بوسعها تحقيق تحسينات هائلة في نموهم العام وصحتهم ورفاههم وحمايتهم وتعلمهم المبكر.