ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا

الثورة – فادية مجد:

ذكريات العيد أيام زمان.. من الأحاديث الشيقة التي يحرص أهلنا على قصها لنا في أوقات السهرة، حيث تجتمع العائلة كبيرها وصغيرها.
عن تلك الذكريات الجميلة يروي لنا العم أبو أحمد: وقفة العيد كانوا يسمونها يوم الغسلة، وكان الكل يغتسل على رامة القرية- إن كان بها ماء، أو على النهر- إن كان الطقس مناسباً، وفي يوم وقفة العيد يبدأ نحر الذبائح منذ الفجر، وكان كل واحد من رجال القرية يوصي على ما يريد من الذبيحة، ويسجل هذا على ورقة، فمن يريد ربع العظام أو نصف القرعة أو الكرش أو كذا كيلو من اللحم، فعليه أن يبين ذلك لصاحب الذبيحة قبل أيام.
أما صاحب الذبيحة (الذبيحة تكون ثوراً على الأغلب) فيقوم بذبحه في ظل شجرة سنديان، وبعد أن ينتهي من سلخه بمساعدة بعض الزبائن ويبقيه ممدداً على جلده، فيأتي كل زبون وقد أحضر سكيناً يقتطع بها من المكان الذي يريد من الذبيحة، وصاحبها يجلس بالقرب من الميزان، ويقبض الثمن، أو يسجل بدفتر أسماء الزبائن التي تشتري بالدين، ولا ينسى مشتري اللحم أن يحضر عوداً من السنديان طويلاً ينتهي بشعبتين من الأغصان تمنع اللحم الذي يشكه فيه من السقوط أثناء حملهم لقطع اللحم الكبيرة إلى البيت بطريقة عمودية، أما قطع اللحم الصغيرة فكانت توضع في أوراق مقصوصة من الأكياس.
وأشار إلى أن اللحم غالباً ما يتم شيّه أو تحويله إلى كبّة بعد هرسه بالجرن الحجري، أما البرغل فيتم فركه جيداً بعد نقعه بالماء الساخن، وكان ذلك قبل استعمال طاحون الكبة اليدوية التي كان يتم تثبيتها على طاولة ويحرك ذراعها دائريا فيخرج النوع مفروماً، وتحشى بالبصل واللحم، ويضيف الأغنياء الجوز عليها وتقلى بالزيت حتى تحّمر، وكانوا يسمونها (عرايق)، وصواني الكبة يتم شيّها بإشعال النار حتى تصبح جمراً وتوضع الصينية عليه، حيث يوضع قسم من الجمر على قطعة من حديد (غطاء برميل) مثلاً ويوضع فوق الصينية.
وبخصوص حلويات العيد كانت أغلب البيوت تصنع في العيد الرز بالحليب ويسمونه (رخاميّة)، وكذلك أقراص الكعك بالمحلب وكانوا يسمونها (أقراص مبسبسة).
ومن الأمور التي تجري في صباح يوم الوقفة هي تجمع الأولاد في باحة المسجد لإخراج مفروشاته من حصر وبسط وسجاد، وغسل أرضه بالماء وتنظيفه، وبعد ذلك يحضر كل ولد ما اشتراه، ويحلم بعيد يشتري فيه ما يحب ويشتهي من مأكولات وملابس، وهم يرددون.. بكرة العيد ومنعيد.. مندبح فدان السيد.
ويتابع العم أبو أحمد قائلاً: في صباح العيد تستيقظ القرية على تكبيرات العيد، يسمع من مئذنة المسجد قبل طلوع الشمس، فيهرع رجال القرية مصطحبين معهم أولادهم وأحفادهم بدءاً من سن الرابعة وقد ارتدوا ثياباً جديدة إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وبعد انتهائهم من أداء الصلاة وسماع خطبة العيد، تبدأ جموع المصلين بتقديم تهاني العيد، بعد ذلك يسيرون في مجموعة للذهاب لتقديم التهاني للأهالي الذين فقدوا عزيزاً، فيمرون على تلك البيوت، ويقرؤون الفاتحة، لينتقلوا من بعدها لمعايدة باقي أهالي القرية من دون أن يجلسوا، وتقدم لهم السكاكر، وبعض الفواكه الموسمية السهلة التناول كالتين أو العنب وحب التوت، أو القهوة المرة، ثم يتفرقون بعد ذلك كل إلى بيته، ويستعدون لاستقبال المهنئين من أهالي القرى المجاورة.
ولفت إلى أنه كانت في ذلك الزمان عبارات التهنئة الأكثر شيوعاً أن يقول أحدهم (من العايدين) فيرد الآخر (من المقبولين)، وعند الظهيرة تجتمع العائلة (الأبناء والأحفاد) يتناولون طعام الغداء والذي أعد خصيصاً لهذه المناسبة السعيدة.

آخر الأخبار
القنيطرة "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"