الثورة – ناصر منذر:
وسط تصاعد الجدل السياسي في هولندا، حول عودة اللاجئين السوريين، اعتبرت وزارة الخارجية الهولندية، في تقريرها السنوي حول الوضع في سوريا، أن الوضع الأمني حالياً «غير مستقر»، رغم أن التقرير نفسه، لم يتضمن استنتاجاً عاماً حول ما إذا كانت سوريا «آمنة» أم لا.
وبحسب موقع أخبار “هولندا24″، فإن هذا التقرير جاء مخالفاً لتصريحات أدلت بها وزيرة الهجرة واللجوء السابقة ماريولين فابر، في أذار الماضي، والتي اعتبرت حينها أن سوريا “آمنة للغاية”، مستندة بذلك إلى عودة مئة لاجئ سوري من هولندا بشكل طوعي.
تقرير الخارجية الهولندية، يأتي في وقت تناقش فيه السلطات الهولندية، خاصة مجلس النواب، مصير آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون على أراضيها، وفق ما ذكره الموقع الهولندي.
وجاء في التقرير، الذي أعدته وزارة الخارجية الهولندية- بعد أن قرر القضاء الهولندي وجوب نشره إثر قضية رفعها سوري رُفض طلب لجوئه في المحاكم الهولندية- أن الوضع الأمني حتى نيسان الماضي، كان “غير مستقر”، وأن الصورة تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن مدينة إلى حيّ، وأحياناً من أسبوع إلى آخر، وفق الباحثين معدي التقرير، مشيرين إلى أن دمشق “آمنة نسبيا” مقارنة لبقية المناطق والمحافظات الأخرى.
وأشارت الخارجية الهولندية- وفق ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية- إلى الاعتداءات الإسرائيلية، وأفادت بأنه “خلال الفترة المشمولة بالتقرير، قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً عسكرية في ثماني محافظات على الأقل، واحتل منطقة عازلة كانت منزوعة السلاح سابقاً، وتقدّم في عمق جنوب غربي سوريا، كما طالبت إسرائيل بمنطقة جنوبية منزوعة السلاح.
وذكر التقرير أن “الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في القنيطرة ودرعا، ساهمت في خلق وضع سياسي وأمني غير مستقر في عموم الجنوب”. كما أكد التقرير أن تنظيم داعش لايزال نشطاً في الشرق.
ويُعنى “التقييم السنوي” بسلامة طالبي اللجوء في بلدانهم الأصلية، وبناءً على هذا التقرير، يُقرر ما إذا كان يُسمح لهم بالبقاء “مؤقتاً” في هولندا أو يجب عليهم العودة.
وينتظر كلٌّ من الأحزاب الهولندية وعشرات الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين تقييم الخارجية الهولندية، كون مصيرهم في البلاد يعتمد عليه بشكل أساسي.
وبحسب موقع أخبار “هولندا 24″، يرى زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز، أن على الحكومة الألمانية، إعلان سوريا بلدا آمنا، والسعي لإعادة جميع اللاجئين السوريين، معتبرا أنه لا يوجد أي سبب لبقائهم في هولندا.
لكن باقي الأحزاب السياسية الهولندية، أكدت على أهمية الاعتماد على التقرير الرسمي الجديد، كمصدر موثوق لمتابعة الوضع في سوريا، فيما صرحت الحكومة السابقة، بأن العودة تكون ممكنة فقط إلى المناطق التي تعتبر آمنة. بحسب ما ذكره الموقع الهولندي.
ويواجه حالياً حوالي 16 ألف لاجئ سوري في هولندا، انتظار قرار بشأن طلبات لجوء قدموها، بالإضافة إلى 30 ألف طلب معلق لسفر ذويهم،.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، يعيش حالياً في هولندا أكثر من 150 ألف لاجئ سوري، عاد منهم نحو 370 لاجئاً بشكل طوعي، ضمن برنامج وزارة الهجرة واللجوء، وفق ما ذكره موقع الأخبار الهولندي.
يشار إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كانت قد أعلنت في التاسع عشر من الشهر الماضي، أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بلغ نصف مليون حتى منتصف مايو/أيار.
وأفادت المفوضية بأن عدد السوريين العائدين إلى البلاد سجل معدلا بلغ 100 ألف عائد في الشهر، مشيرة إلى أن هؤلاء العائدين تواجههم تحديات وصفتها بـ”الهائلة”.
وجدير بالذكر، أن اللجنة الأوروبية لشؤون اللاجئين، كانت قد دعت في 21 آذار الماضي- الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على التزامه تجاه اللاجئين السوريين في دول الاتحاد، في وقتٍ يشهد فيه الوضع في سوريا تحولات قد تؤثر على واقعهم بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وأكدت اللجنة في مذكرة سياسية حديثة، على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعداً لدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالتوازي مع حماية اللاجئين السوريين في دول الاتحاد، وذلك في إطار تعاون وثيق بين دائرة العمل الخارجي الأوروبية والمديرية العامة للمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في المفوضية الأوروبية.
وسلطت المذكرة، الضوء على التحذيرات المتعلقة بالإجراءات الأوروبية السابقة التي أشارت إلى احتمال عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدة أن هذه التصريحات كانت “سابقة لأوانها” وتهدد بتقويض الاستراتيجية الأوروبية العامة تجاه اللاجئين. مشددة على أن السياسة الداخلية الخاصة بحماية السوريين يجب أن تدعم أهداف الانتقال السياسي المستدام، بدلاً من أن تتعارض معها.