تجارة الماء

لم تعد مشكلة الكهرباء هي الوحيدة التي تؤرق الكثير من المواطنين وخاصة سكان الأحياء الشعبية والمناطق غير المخدمة بالشكل المطلوب، وإنما المشكلة الأساسية باتت اليوم هي مياه الشرب في ظل شبه انعدام الكهرباء وارتباط المياه بها لكونها تحتاج إلى ضخ سواء من الخزانات الرئيسية أو من القساطل الداخلة إلى المنازل..

ولعل في هذا ما يدعو للكثير من إعادة النظر في ظل ما هو حاصل اليوم حيث أضاف هذا الأمر عبئاً ثقيلاً ومرهقاً للأهالي والأسر التي تضطر مكرهة وعلى مضض لشراء الماء من الباعة و(الصهاريج) الذين باتوا يسايرون في أسعارهم باقي السلع والمنتجات والخدمات دون رحمة أوشفقة، الأمر الذي رتب عبئاً مالياً على كل أسرة يصل شهرياً إلى حوالي 75 ألف ليرة وسطياً حسب الحاجة والاستخدام وعدد أفراد الأسرة..

هذا الأمر دفع إلى أسئلة جديدة، فمن أين يأتي هؤلاء الباعة بالمياه التي يبيعونها للأهالي مثلاً في جديدة عرطوز وصحنايا وجرمانا وغيرها من مناطق ريف دمشق، وكذلك الأمر في محافظات حمص وحماة و…

ما هي المصادر المائية التي توفر كل هذا الكم من المياه للباعة في حين أن المياه الرئيسية الممدة إلى المنازل عبر الشبكة النظامية لا تصل بسبب عدم القدرة على ضخها بالشكل المطلوب، وهل تلك المصادر المائية مراقبة ومثبت أنها نظيفة وصالحة للشرب وباقي الاستخدامات المنزلية..؟؟.

وهل هنالك جهة تضبط عمل تلك الصهاريج والخزانات الجوالة التي تجوب الأحياء وتملأ للأسر خزاناتهم، هل هنالك رخص تمنح أم أن الأمر عشوائياً وغير منضبط، الأمر الذي قد يسمح بمضاعفات جديدة غير محسوبة أقلها انتشاراً أمراض هضمية وغيرها نتيجة عدم نظافة بعض المياه المباعة أو عدم صلاحيتها حتى للاستخدامات المنزلية؟؟.

ألم يلفت هذا الأمر نظر المعنيين بأن نشاطاً تجارياً جديداً ومجزياً ظهر بقوة هذه الأيام على تخوم أزمة الكهرباء واحتل المقام الأول وحصد الكثير من الأرباح على حساب معاناة المواطنين واحتياجاتهم الضرورية والماسة للمياه..؟؟.

إن المسألة لم تقف عند حدود كونها تأمين حاجة المواطن من المياه، فقد تجاوزت المقبول بعد أن تحولت إلى تجارة علنية غير مراقبة صحياً، وأصحابها يقومون بأعمالهم في وضح النهار دون أن يجدوا من يسألهم أو يتابع جودة مياههم ونظافتها وخلوها من أية ملوثات، هذا إلى جانب أنهم يفرضون الأسعار التي يرونها مناسبة وهي في تصاعد مستمر وحسب الظروف والحاجة بحيث تجاوز سعر خزان المياه 15 ألف ليرة وهي قد لا تكفي حاجة أسرة متوسطة 3 إلى 4 أيام..!!.

الماء هو الحياة ومن أصعب الأمور أن تجد من يتاجر بحياة الناس وحاجاتهم فهل من رقيب وحسيب ينهي معاناة المواطنين ومتاعبهم التي باتت متشعبة وطالت كل مناحي الحياة ..؟؟؟.

حديث الناس -محمود ديبو

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك