الثورة – ميساء الجردي:
بمشاركة مجموعة من الخبراء والأساتذة أقامت كلية الزراعة بجامعة دمشق اليوم ورشة عمل بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد تحت عنوان (الزراعة والاستشعار عن بعد) لتسليط الضوء على تطبيقات الاستشعار عن بعد في مجالات الزراعة بمختلف جوانبها ودورها في تطوير البحث العلمي الزراعي.
في الكلمة الافتتاحية للورشة بين ممثل رئيس الجامعة الدكتور فراس الحناوي ونائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي، النظرة المثلى لجامعة دمشق لقيام هذه الورشة العلمية في عصر يتسم بالمعرفة والمعلوماتية ولأنها الوسيلة الهامة في استيعاب المعارف العالمية الحديثة وطرق تدريسها بأحدث التقنيات والوسائل المعرفية. مشيراً إلى أهمية الورشة في تطوير العمل العلمي البحثي في مجال الاستشعار عن بعد وأهميته في المجال الزراعي حيث تستخدم في الوقت الحاضر تقنيات الاستشعار عن بعد في الدراسات الزراعية نظراً لتغير الغطاء النباتي وتبدل استعمالات الأراضي وتنوع الثروة الزراعية الأمر الذي يستدعي الاستمرار في مراقبتها ومتابعة تطورها ووضع برامج إدارتها.
ولفت حناوي إلى أهمية تنظيم هذه الفعالية الذي يأتي ضمن إطار خطة الجامعة للتعاون والتشبيك مع مراكز الأبحاث والهيئات العلمية والبحثية للاستفادة المتبادلة من الخبرات والتقانات الموجودة لديها بما يسهم في إجراء البحوث العلمية المشتركة التي تخدم أغراض التنمية المستدامة مؤكداً حرص الجامعة على التعاون مع كافة الجهات من أجل متابعة الجهود لرفع سوية الجامعة ومخرجاتها العلمي.
الدكتور محمود ابراهيم معاون المدير العام لهيئة الاستشعار عن بعد بين في تصريح “للثورة” أن هذه الورشة جزء من النشاطات العلمية الداخلية التي تقيمها الهيئة مع المؤسسات المختلفة لتوطين التقانات التي لديهم وجعلها في خدمة التطبيقات العلمية وخاصة القطاع الزراعي لما لذلك من أهمية كبيرة في توفير الجهد والوقت والمال. مشيراً إلى أهم المواضيع التي تطرق إليها المشاركون من دراسات تتعلق بالتربة والمحاصيل والغابات والحرائق وكل ما يهم قطاع الزراعة.
الدكتور عبد النبي بشير عميد كلية الزراعة بين أهمية هذا اللقاء العلمي ضمن التعاون بينهم وبين الهيئة في مجال الزراعة وخاصة في ظل التغيرات المناخية ووجود الآفات الغازية وما تتعرض له المياه من هدر كبير وغيرها من المشكلات التي تساهم تقنيات الاستشعار عن بعد في التغلب عليها وإيجاد الحلول لها. مشيراً إلى مجموعة من العناوين الهامة التي تحملها الأبحاث مثل حصاد المياه وترتيب التربة وقوامها، انتشار الأمراض، وأبحاث الحد من هدر المياه والطرق المثلى لاستخدام وسائل الري.
الدكتور إياد الخالد مدير البحوث في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد قدم محاضرة حول بحثه المتعلق بأهم التطبيقات الزراعية في مجال الاستشعار عن بعد والمشاريع التي نفذتها الهيئة بالتعاون مع بعض الوزارات مشيراً إلى مشروع مهم يقام بالتعاون مع وزارة الزراعة وهو مسح الموارد الطبيعية والزراعية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والذي نتج عنه حتى الآن معلومات هامة مثل خرائط استعمالات الأراضي للساحل السوري ولمحافظة السويداء والمنطقة الشرقية والمحاصيل الاستراتيجية الخاصة بالمناطق السورية.
كما تم التطرق لموضوع مراقبة الجفاف ضمن سلسلة زمنية من عام 2000 حتى عام 2021 وأهم التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي تعرضت لها سورية. لافتاً إلى وجود منهجية تتعلق بتوسع المحاصيل الزراعية عن طريق الصور الفضائية والمدخلات التي يتم الاعتماد عليها وهناك دراسة للتغيرات الحاصلة للزراعة بشكل عام ومنها إعادة التأهيل للمناطق التي تعرضت للتخريب.
الدكتور طارق جعفر مدير البحوث بهيئة الاستشعار عن بعد قدم عرضاً حول تطبيقات الاستشعار عن بعد في موضوع الموارد الأرضية ومن ضمنها دراسات المتعلقة بأنواع التربة واستخدام هذه التقنيات بشكل واسع لتعطي معلومات كاملة حول آليات تطوير الزراعة فيها. لافتا إلى أهمية استخدام الخرائط الغرضية التي تهتم بنوع واحد من المعلومات المتعلقة بالتربة. مثل الخرائط المائية في المناطق الزراعية وخرائط استعمال الأراضي، ثم دمج بيانات هذه الخرائط مع خرائط أخرى مثل الدراسات السكانية أو خصائص التربة بما يسمح لمتخذي القرار بوضع المشاريع والأبحاث في المكان الأمثل لها.
