الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
مما لاشك فيه أن المطبوعات وخاصة الصحف، قد بدأت ثقافية فكرية إبداعية، وتولى الكتاب والمفكرون الإشراف عليها سواء في الغرب أم الشرق.
ومن يتابع تطور الصحافة الورقية يجد أن معظم الكتاب المشهورين كانوا المحررين لها أو أصحابها.
هل نذكر بالهلال المصرية والثقافة السورية، وفي لبنان والعراق وغيرها من الدول العربية؟!.
ومع تطور الصحافة لتغدو صفحات تؤرخ نبض الحياة اليومية تأخر الشأن الثقافي ليكون جزءاً وليس كلاً كاملاً..
اليوم بمرور ٤٦ عاماً على انطلاقة الملحق الثقافي لصحيفة الثورة وكان ذلك في آذار عام ١٩٧٦م يحق لنا أن نطرح عشرات الأسئلة: هل بقي للصحافة الثقافية الدور نفسه…وما الذي يمكن أن يؤديه ملحق ثقافي في عصر التواصل الرقمي..بل السؤال الأكثر ضرورة:هل نمتلك الجرأة التي كانت يوم انطلاقته..؟
لسنا بصدد الإجابة عن أي من الأسئلة لأن الإجابات تتعدد وفق الرؤى والاتجاهات..
ولكن على الأقل يجب القول إن الضرورة تقتضي أن يكون للشأن الثقافي والفكري في أي مطبوعة مكانة ما يجب تستمر وتتطور إلى أن تصل نقطة التفاعل التام الذي يجب أن يكون قادراً على حفر مجراه في هذا الخليط العجيب من الادعاء الإبداعي.
ومما لاشك فيه أن أي عمل ثقافي أو فكري دون حامله الإعلامي لا قيمة له، بل هو طائر مهيض الجناح ..والإعلام بلا ثقافة ثرثرة جوفاء، أي إن كل إعلامي مثقف بالضرورة وليس كل مثقف إعلامياً..
ونحن نعبر العام السادس والأربعين لصدور هذا الملحق وبما مر به من توقف وعودة وتغير الظروف نعرف أن الصحافة الثقافية ليست بخير أبداً ، وأن في فضائها ثمة زرازير خالت نفسها شواهينا ..ونعترف أيضاً أننا نحبو ونحاول أن نقدم وفق الإمكانات المتاحة أقصى ما نستطيع ودائماً الأشياء مقمطة بنواميسها، فإذا استعرت سيفاً بتاراً ونبا ساعدك فهذا لا يعني أن السيف مفلول بل ببساطة: لم تضرب بساعد صاحبه ولا تهيأت لك ظروفه، ومن الحكمة أن نقول: نصف الحقيقة حيث لا نقف …
وبيوم الشعر تحية لكل شعرائنا من رحل ومن بقي …يوم الشعر يقول الكثير فما حاله اليوم..؟
العدد 1087 التاريخ: 15/3/2022