الثورة – ميساء الجردي:
مع ضرورة زيادة التنسيق بين المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، والسلطات المعنية بإدارة الكوارث، والوكالات الإنمائية، بغية تحسين إجراءات الوقاية والتأهب والاستجابة لظواهر الطقس والمناخ والماء التي أصبحت أكثر تطرفاً، أقامت المديرية العامة للأرصاد الجوية احتفالاً بالذكرى التأسيسية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والذي يصادف الثالث والعشرين من آذار في كل عام برعاية وزارة الدفاع، وذلك في رحاب مكتبة الأسد، وحضور محافظ دمشق عادل العلبي، ومدير الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، ومعاوني وزارتي الموارد المائية والزراعة، وضباط من الجيش العربي السوري، وقيادة القوى الجوية، ومجموعة من المهندسين المختصين.
تمحور الاحتفال حول موضوع “الإنذار المبكر والعمل المبكر”، وسلط المشاركون الضوء على أهمية المعلومات الجوية الهيدرولوجية، والاستعداد للكوارث والقدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب بما يمكن من إنقاد حياة الكثيرين وحماية سبل عيش المجتمعات في كل مكان في الحاضر والمستقبل.
وفي كلمته تحدث السيد اللواء محمود عبد الوهاب الشوا ممثلاً عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن التطورات الخطيرة التي نعيشها اليوم والناجمة عن تغير المناخ الأمر الذي يفرض أهمية كبرى لعمليات البحث والرصد والعمل على تكثيف الجهود العلمية والتعاون بين الدول لإيجاد الحلول الملائمة، والحفاظ على السلامة البيئية، وضمان المستقبل الافضل للأجيال القادمة.
مشيراً إلى أهمية الأرصاد الجوية كأساس علمي يُستند إليه في وضع الخطط والبرامج المرتبطة في مواجهة الكوارث البيئية والآليات الكفيلة للحد من مخاطرها، وإلى أهمية الإنذار المبكر كعنصر رئيسي في الحماية من الكوارث لأنه يمنع حدوث المصائب البشرية، ويقلل من التأثير المادي والاقتصادي الناجم عن الكوارث المختلفة.
كما أن سياسات المواجهة تعتبر ذات أهمية كبيرة، وتحتاج لكي تنجح إلى تعاون الجميع من المجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص ولاسيما في ظل ازدياد الأثار الشديدة الناجمة عن تغيرات المناخ والتي بدروها تعد من أبرز العوامل المساهمة في النزوح والهجرة وانعدام الأمن الغذائي.
ولفت الشوا إلى الأثر السلبي لكوفيد 19 في تخفيض الأداء تجاه التحدي للكوارث، وما شكله من أعباء إضافية على المراكز الصحية في ظل الظروف غير الطبيعية والصعبة والتي فرضتها الحرب الإرهابية، وما خلفته من دمار كبير في منشآت الدولة وقطاع الخدمات والمرافق المتنوعة ولاسيما الصحية، وما رافق ذاك من عقوبات اقتصادية ما زالت مستمرة حتى الآن.
وأشار المدير العام للأرصاد الجوية الدكتور محمود ياسين عباس إلى أهم الفعاليات التي تمارسها المنظمة منذ تأسيسها قبل 70 عاماً حتى الآن فيما يتعلق بالطقس والمناخ، لافتاً إلى أهمية اختيار الأمم المتحدة عنوان ( الإنذار المبكر والعمل المبكر) للاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية لهذا العام من أجل الحد من مخاطر الكوارث وخاصة بعد أن أصبحت ظواهر الطقس والمناخ والماء أكثر تطرفاً على مستوى العالم.
وتحدث عباس عن الخدمات التي تقدمها المديرية في مختلف القطاعات مثل النقل الجوي والبحري والبري وقطاع الزراعة والنظم العمرانية من خلال كوادرها الوطنية وخبراتها المحلية، لافتاً إلى مساهمتها الفعالة في مجال مراقبة الطقس والمناخ، وبناء مراكز التنبؤ، ومعطيات الرصد الجوي بكافة أنواعه والخاصة بالمطارات المدنية والعسكرية، ومراكز التنبؤ البحري في تأمين نشرات الطقس الخاصة بالملاحة الجوية والبحرية. مشيراً إلى الأثر السلبي للحرب على سورية في عمل مديرية الأرصاد في مختلف مراكزها ومحطاتها المنتشرة على كامل أراضي الجغرافية السورية، إلا أنه وبإصرار العاملين في المديرية تم إعادة تصنيع معظم الأجهزة وإعادة إعمار المراكز.
ومن جانبه بيَّن الدكتور محمد العصيري رئيس الجمعية الفلكية السورية وممثلاً عن مدير المركز الإقليمي لغرب أسيا لتدريس علوم الفضاء كيف جاءت فكرة إنشاء المركز في العالم بناء على ضرورة التعاون الدولي في التأهيل والتوعية بأهمية علوم وتكنولوجيا الفضاء، والاستفادة منها لصالح البشرية والتنمية الشاملة للتقنيات الوطنية والإقليمية، والمساهمة بصورة فاعلة في التنمية المستدامة للموارد الطبيعية من خلال التعليم والبحث والتدريب المستمر.
مشيراً إلى أن افتتاحه في عام 2012 كان بهدف دعم الدول المشاركة في تطوير معارف مواطنيها ومهاراتهم في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء ليكونوا قادرين على المساهمة الفعالة في برامج الفضاء الإنمائي، حيث يضم مجلس أمناء المركز الإقليمي مندوبين عن الدول العربية الأعضاء الموقعة على الاتفاقية والبالغ عددهم 13 دولة عربية.
كما يهدف المركز إلى تطوير مهارات أساتذة الجامعات وعلماء البحث البيئي والعاملين في مجال استخدام الاستشعار عن بعد، ومساعدة المدرسين على تطوير مناهج علوم الفضاء ما سيمكنهم من زيادة وتطوير المعرفة لطلابهم في معاهدهم المختصة وفي بلدانهم أيضا، كما يهدف إلى تطوير مهارات الاتصالات الفضائية للحد من الكوارث وربط شبكة العلماء والخبراء بالإقليم والمؤسسات الحكومية والصناعية لتسهيل مهمتهم في إعداد المعلومات الخاصة بتقنيات الفضاء وتقديمها إلى صانعي القرار المعنيين ببرامج التطوير على المستوى المحلي والإقليمي.
وأشار العصيري إلى وجود عدد من المقترحات التي طرحها المركز و أهمها مناقشة استراتيجية التعاون بين المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء والمديرية العامة للأرصاد الجوي، والتمهيد لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجهتين، وتشجيع الطلبة للتسجيل في المركز الإقليمي والمساهمة والدعم في البحوث والدراسات المختصة والتوجه الجاد لتدريب الشباب المتميز بهدف خلق علماء وباحثين لإجراء التجارب العلمية العربية مع تأسيس مختبرات لهم.
تضمنت الاحتفالية عرض فيلم حول مديرية الأرصاد الجوية وآليات عملها، وكذلك توقيع اتفاقية تفاهم علمية بين المديرية والمركز الإقليمي للأرصاد الجوية، وافتتاح معرض مرافق يضم الأدوات والأجهزة الخاصة بعمليات الرصد والتنبؤ والدراسات الخاصة بهذه المجالات.