جدل حول تعرفة الأطباء .. هل تحقق المعادلة المستحيلة؟؟

الثورة – محمود ديبو:
من المؤكد أن التسعيرة التي تم التصريح عنها مؤخراً بوصفها أجرة معاينة الطبيب والبالغة 750 ليرة لم تعد منطقية إذ إنها وعلى ما يبدو لم يجر عليها تعديل منذ سنوات، وباتت بحاجة لتعديل بما يتناسب مع الواقع الحالي.
لكن هذه التعرفة المتواضعة يجب ألا تكون ذريعة لبعض الأطباء برفع أجور المعاينة في عياداتهم إلى أرقام وصلت عند البعض إلى 35 ألف ليرة، وهناك من تجاوز هذا الرقم..
وإذا كانت نقابة الأطباء عازمة على تعديل التعرفة القديمة، وهذا من حق الأطباء عليها والأمر بات ضرورة واجبة، إلا أن هذا يجب ألا يسمح باعتماد تعرفة جديدة تصبح مرتكزاً لبعض الأطباء الذين يعتبرونها الحد الأدنى ويضعون بموجبها تعرفتهم الخاصة بهم دون التقيد بالتعرفة الرسمية.
فاليوم وضمن الظروف الحالية وتداعيات الحرب العدوانية على سورية، وما لحقها من مستجدات بعد بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل شهر من الآن تقريباً، شهدت أسعار مختلف السلع والبضائع والمواد ارتفاعات كبيرة جداً تسببت بانتكاسات مالية جديدة لشريحة محدودي الدخل والعمال المياومين وكذلك الفلاحين وغيرهم من الفئات الاجتماعية، وبالنظر إلى الحاجة الماسة للرعاية الصحية لمختلف شرائح المجتمع، نجد أن اعتماد تعرفة للأطباء غير منطقية تفوق قدرة الشرائح الاجتماعية الضعيفة سيتسبب بحرمان هذه الشرائح من الرعاية الصحية والتي هي اليوم بالأساس غير متاحة لهم بالقدر الكافي نظراً لعدم التزام الكثير من الأطباء بالأجور المنطقية وتقاضي أجور معاينات وكشفيات مرتفعة جداً، إلا أنها وبحسب وصف البعض منهم مناسبة لمستويات الأسعار في الأسواق وبالتالي مناسبة للمستوى المعيشي الجديد الذي فرضته حالة التضخم غير المسبوقة التي يعيشها الاقتصاد حالياً.
إذاً المبررات جاهزة، ومقبولة في جزء كبير منها إذا ما نظرنا إلى التكاليف والأعباء التي تترتب على الطبيب منذ بدء دراسته بالطب ولغاية تخرجه وممارسته للمهنة وتجهيز عيادة خاصة، لكن ولكون هذه المهنة إنسانية وتتطلب التعامل بإنسانية قبل كل شيء، فقد يكون هذا الدافع الوحيد الذي يراهن عليه المرضى في أن تكون التعرفة الجديدة مهاودة وقابلة لأن تتحملها الفئات الضعيفة، وقبل كل ذلك أن يلتزم بها الأطباء ولا يشطحون بما يتقاضونه من أجور معاينة وعلاج وغير ذلك ..
إن الخدمات الطبية والعلاجية وكل ما يحتاجه المواطن في مجال الصحة من أدوية وصور شعاعية وتحاليل ومستلزمات طبية مختلفة دخلت أسعارها في أتون سعير لا يحتمل اليوم بالتزامن مع ما يحدث في الأسواق كافة، أي أنها لم تغرد خارج سرب الغلاء الفاحش، الأمر الذي حرم فئات كثيرة من الحصول على (حقهم) الإنساني في الاستطباب والمعالجة والشفاء من الكثير من الأمراض.
هذه الظاهرة لمسناها خلال جائحة كورونا التي لاتزال مستمرة والتي حولها البعض من المنتفعين إلى فرصة غنية وسانحة لجني المزيد من الأرباح وتكديس الأموال على حساب أرواح زهقت لأنها لم تتمكن من تأمين تكاليف العلاج والرعاية المطلوبة لمرضى كورونا..!!
واليوم نجد أن جزءا كبيرا من القطاع الصحي بات يأخذ طابعاً تجارياً بحتاً، بعيداً عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية، ليتحول المريض هنا من شخص بحاجة للمساعدة والرعاية والعطف والتعاون معه، إلى رقم مضروب بحجم تكاليف العلاج التي يحتاجها ليتماثل إلى الشفاء، ليدخل بالنهاية في رصيد مقدمي الخدمات الطبية سواء أكانوا أطباء أم ممرضين أم صيادلة أم حتى سماسرة وهؤلاء نشطوا كثيراً خلال جائحة كورونا وشاهدناهم يسارعون لتقديم خدماتهم (المأجورة) لأسر المرضى مع مزيد من النصائح الطبية التي حفظوها عن ظهر قلب مما سمعوه وعايشوه من أطباء أو ممرضين أو أطقم طبية عملوا معها..
هي معادلة نحتاج جميعاً أن نتعاون لتحقيقها بحيث يصل المواطن إلى (حقه) في الحصول على الخدمات الصحية بأقل التكاليف وبالجودة المطلوبة وبما يخفف من عنائه وآلامه وأوجاعه..

آخر الأخبار
صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي "الطوارئ والكوارث": أكثر من 1500 حريق و50 فريق إطفاء على خطوط المواجهة دول الخليج تتوحد في تقديم المساعدة والاستثمار في سوريا واشنطن تتحدث عن السلام.. هل يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاته؟ سوريا تطلق إصلاحات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز إعادة الإعمار نقابة المهندسين الأردنيين: إعمار سوريا استحقاق يتطلب تضافر الجهود عربياً ودولياً بين الحصار والانفراج.. هل تفتح المصارف السورية أبواب العالم؟ ترامب يفكك برنامج العقوبات من أجل سوريا مستقرة قرار رفع العقوبات.. خبراء لـ"الثورة": يعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة وزير المالية: رفع العقوبات انطلاقة اقتصادية واستثمارية جديدة سوريا تصنع المستقبل.. نظام استثماري جديد يعيد رسم خريطة الصناعة ويطلق العنان لرؤوس الأموال